مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠))
٢٧ إلى ٣٣ ـ (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ...) وذكر سبحانه أصحاب اليمين فتعجّب من شأنهم كما سبق وقلنا عن أصحاب الميمنة. فهم يتنعّمون أيضا ويتلذّذون (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) أي نبق منزوع الشوك قد خضد بنزع شوكة وكثرة حمله (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) يعني وموز منظّم مرتّب قد حملت شجرته من عرقها إلى آخر غصن فيها ، وقد ذكر هاتين الشجرتين ترغيبا للعرب الذين كانوا يحبّونهما (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) أي فيء دائم لا شمس تذهب به. وفي المجمع أن في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة سنة لا يقطعها (وَماءٍ مَسْكُوبٍ) يعني أنه مصبوب يجري دائما ولا يحتاج أحد الى تعب في تناوله (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) أي ثمار كثيرة وافرة (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) أي لا موسم لها بل تستمرّ دائما وأبدا وليس لها وقت معلوم ولا يمنع من قطفها شوك أو غيره.
٣٤ إلى ٤٠ ـ (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ، إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ...) أي وبسط رفع بعضها فوق بعض فأصبحت عالية. وقيل هنّ نساء رفيعات الخلق حصيفات العقول رائعات الحسن ، إذ يقال لامرأة الرجل فراشه ، ويقال افترشها ، ولذلك قال تعالى : (أَنْشَأْناهُنَ) أي خلقناهنّ خلقا جديدا فأعدنا الهرمات والعجائز منهن صبايا وشابّات. وقيل إنه عنى الحور العين اللواتي لا تتغيّر حالهنّ منذ خلقهنّ (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) أي عذارى غير مفتضّات البكارة ، وهكذا يبقين بحيث كلما أتاهن أزواجهنّ وجدوهنّ عذارى (عُرُباً أَتْراباً) أي عاطفات على أزواجهن متحبّبات إليهم. وقيل