لا يوصف بها غير الله سبحانه. لكنّ هذا غير مسموع من القائل لأن العرش قد يوصف بالمجيد على ما ببالي وكذا غير العرش.
٢ ـ (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ...) المراد بالمنذر محمّد (ص) والذي تعجّبوا هم قريش وهو منهم. ولذا جاء ينظرهم عجيبا (فَقالَ الْكافِرُونَ) من قريش وغيرهم من المعاندين والضالّين : (هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) أي كيف يكون ذلك ، ويكون محمد الذي هو منّا ونعرفه جيّدا فيصير نبيّا منذرا؟
٣ ـ (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ...) أي هل إذا جاءنا الموت وفنيت أجسادنا نعود ونرجع ونصير أحياء كما كنّا ونسأل عمّا فعلناه (ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) اي هذا الأمر محال فلا يعقل رجوعنا ووقوعه أمر محال عقلا. والقمّي قال : نزلت في أبيّ بن خلف الذي قال لأبي جهل تعالى معي لأجعلك تتعجّب من محمد صلىاللهعليهوآله ، ثم أخذ عظما ففتّه ثم قال : يا محمد تزعم أنّ هذا يحيا بعد أن يبلى؟ فنزلت :
٤ ـ (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ...) أي ما تأكل الأرض من أجسادهم بالموت فينقص عدد الأحياء (وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) أي حافظ لتفاصيل الأشياء كلّها ، ومحفوظ عن التّغيير والتبديل.
٥ ـ (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ...) يقال مرج البحرين أي خلّاهما لا يلتبس أحدهما بالآخر ولا يختلط كما تقول : مرجت الدابّة أي خلّيتها ترعى. والحاصل أن المراد بالمرج هو الأمر الذي يوجب للبهت والتخليط والتحيّر مثل أنّ ماءين يكونان في محلّ واحد ولا تمتزج أحدهما بالآخر بلا حاجز ولا مانع إلّا إرادة الله بعدم اختلاطهما وامتزاجهما. وهذا يكشف عن كمال قدرة الله حيث إن من شأن الماء هو الاختلاط بجسم سائل آخر ماء كان أو غيره ، إلّا أن يكون هناك مانع إلهيّ يمنع عن الاختلاط مثل ما نحن فيه وقد عميت عين لا تراك يا ربّ ،