مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣))
٢٠ إلى ٢٣ ـ (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ ...) أي فيها دلائل وبراهين من بسطها وسكونها وزلازلها واختلاف بقاع وما فيها من المواليد وغيرها من الأعاجيب التي تحيّرت فيها العقول ، وكلّها آيات خصّها سبحانه (بالموقنين) أي المصدّقين المقتنعين بالحقّ لأنهم وحدهم المنتفعون بها (وَفِي أَنْفُسِكُمْ) آيات أخرى كثيرة لا تحصى (أَفَلا تُبْصِرُونَ) أفلا ترون الأعاجيب في نفوسكم إذ في الإنسان ما في العالم الأكبر ، ويروى أن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام قال :
أتزعم أنّك جرم صغير |
|
وفيك انطوى العالم الأكبر |
مع ما خصّ به من الأمور العجيبة من العقل والفهم والإدراكات العجيبة التي ابتدعت الأعاجيب كالآلات الطّائرة إلى عنان السّماء وكالادوات التي تهبط بها إلى تخوم الأرض وكالسّلطة على ما بين السماء والأرض وأمثال ذلك من الأمور التي تتحيّر منها العقول البشريّة. فهذه أمور صارت سببا موجبا لتنبيه الموقنين. (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) أكّد سبحانه وتعالى أن الرزق من عنده ينزله إلى العباد ولا يميّز بين مطيع وعاص لأنه يرحم جميع الأحياء ، وفي السماء كلّ ما وعد الله تعالى العباد به إذ فيها صحف أعمالهم وثوابهم وعقابهم (فَوَ رَبِّ السَّماءِ) قسم منه عزوجل يقول فيه (إِنَّهُ لَحَقٌ) ما يقوله من أمر الرزق والوعد (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) هو أمر يقينيّ كنطقكم ،! وهو رهن بقوله عزّ اسمه : كن فيكون.
* * *
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ