ريحا شديدة الهبوب شدة البرودة ، من (الصر) الذي هو البرد ، أرسلناها (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) يوم شرّ وسوء وشؤم (مُسْتَمِرٍّ) دائم لأن الريح بقيت سبع ليال وثمانية أيام كما ذكر سبحانه في غير هذا المقام ، فاستمرت عليهم حتى أهلكتهم ، وكانت (تَنْزِعُ النَّاسَ) أي تقتلعهم وتجتثّهم ثم ترفعهم في الجو وترمي بهم الأرض فتدقّ أعناقهم فيصبحون (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) أي كأنهم عروق النخل وجذوعها المنقطعة المنقلعة لأن رؤوسهم فارقت أبدانهم (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) مرّ تفسيره منذ آيات (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟ كرر الاستفهام سبحانه ليرغّب الناس في الارتداع عن المعاصي.
* * *
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢))
٢٣ إلى ٣٢ ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ، فَقالُوا ...) أي أنّ قوم صالح عليهالسلام ، وهم ثمود ، كذّبوه بإنذاره الذي جاءهم به. وعلى قول من قال