الْجَحِيمَ) أي النار (هِيَ الْمَأْوى) أو مأواه ومقرّه الذي يؤول أمره إليه (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ) أي خاف الوقوف بين يدي الحساب وخشي مساءلة ربّه عمّا فعله وتركه (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) أي زجر نفسه ومنعها عن ركوب هواها وممارسة المحارم وعمّاتهم به من المعاصي (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) أي : فالجنّة مقرّه الذي يأوي إليه يتنعّم فيه جزاء عمله الطيّب وطاعاته.
* * *
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦))
٤٢ ـ آخر السورة ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ...) أي يسألك المنكرون للبعث يا محمد : متى يكون قيام القيامة المؤكّد الثابت المحدد الوقت والمكان؟ (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) أي وما أنت على شيء من العلم بها وبذكر موعدها إذ لا تعلم وقتها وإن كنت تعلم أن وقوعها كائن لا محالة ، وليس من وظيفتك معرفة ذلك وإن كانت رسالتك تحتوي التحذير منها ليعمل لها الناس ويحسبوا لها حسابا (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) المنتهى هو الموضع الذي يبلغه الشيء ، والمعنى أن ربّك يعرف منتهى أمرها ومنتهى علمها الذي لا يعرفه غيره (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) أي فلست إلّا منذرا : مخوّفا ومحذّرا لكلّ من يخافها ويرهبها (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها) أي كأن الناس يوم يشاهدونها ويعاينون يوم القيامة (لَمْ يَلْبَثُوا) لم يبقوا في الدنيا (إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) سوى قدر بسيط من نهاية النهار أو من أوله ، فالعشيّة هي آخر النهار وما قبل المغيب بقليل ، والضحى هو بعد الصباح وحيث ترتفع الشمس في الأفق قليلا. وقد قيل : كأنهم حين