اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢))
٥٠ إلى ٥٦ ـ (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى ...) وهم القوم المتناسلون من عاد بن إرم ، أهلكهم سبحانه بالريح الصّرصر العاتية التي ذكرها في القرآن الكريم. وقد سمّاهم (عاداً الْأُولى) لأنهم كان منهم عاد الأخرى التي هي من عقبهم والتي أفنت بعضها بالبغي على بعضها. فقد أهلك عادا (وَثَمُودَ) أهلكها أيضا وهي قوم صالح (فَما أَبْقى) فلم يترك منها أحدا. أمّا نصب (عاداً) و (ثَمُودَ) فهو على كون ذلك موجودا في صحف إبراهيم وموسى ، فكأنه قال : أم لم ينبّأ بأنه أهلك كذا وكذا؟ إلخ ... (وَقَوْمَ نُوحٍ) أهلكهم (مِنْ قَبْلُ) قبل هؤلاء (إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) أي كانوا أشدّ ظلما وطغيانا من غيرهم بدليل طول المدة التي دعاهم فيها نوح عليهالسلام أي ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يزدهم دعاؤه إلّا فرارا من الإيمان إلى الكفر (وَالْمُؤْتَفِكَةَ) يعني قرى قوم لوط التي خسف الله تعالى بها (أَهْوى) أي أسقط ، إذ قلبها جبرائيل عليهالسلام بعد أن اقتلعها من الأرض وارتفع بها وأهوى بها إلى الأرض فدمّرها بمن فيها (فَغَشَّاها) أي ألبسها الله ثوب العذاب الأليم (ما غَشَّى) أي ما ألبس من الخزي والرمي بالحجارة المسوّمة التي رماهم بها من السماء (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) أي بأي نعم الله وأفضاله تشكّ وترتاب أيها المخلوق الضعيف المحتاج؟ فإن نعم الله سبحانه تدلّ على وحدانيته فكيف تنكرها وتجحد بوحدانيته؟ ولذلك عدّد سبحانه لك هذه النّقم التي حلّت بالأمم المعاندة الكافرة (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) النذير هو رسول الله صلىاللهعليهوآله. والنّذر الأولى هم الذين سبقوه في الرسالة. وقيل إن هذه الأخبار التي سردها هي نذير لمن كان له فكر يتدبّر وعقل يتفكّر إذ (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أي قربت القيامة ودنت وأصبحت