(٨) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠))
٧ إلى ١٠ ـ (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ...) أي ظنّوا ظنّا كاذبا بأنهم لا يعادون أحياء للحساب يوم القيامة وأنه لا بعث ولا نشور ، فأمر سبحانه رسوله بتكذيب زعمهم السخيف وقال له : (قُلْ) يا محمد لهم : (بَلى وَرَبِّي) أي : أجل وحقّ ربي ، وهذا قسم مؤكّد لبلى (لَتُبْعَثُنَ) أي لتحشرنّ وتعادنّ أحياء كما كنتم. فأصبح التأكيد لتكذيبهم في زعمهم ببلى ، وباليمين ، وباللام ، وبالنون ثم (لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ) أي لتخبرنّ بأعمالكم وتحاسبون عليها وتثابون أو تعاقبون (وَذلِكَ) الأمر من البعث والحساب (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) سهل عليه وهيّن يتمّ بلا مشقّة ولا عناء (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) صدّقوا بهما أيها العقلاء من المكلّفين (وَ) آمنوا ب (النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) وهو القرآن الذي سمّاه نورا لأنه ينير طريق الناس بما فيه من دلائل وبراهين وبيان للحق من الباطل (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) عالم بذلك كله (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) أي حين يحشركم ليوم القيامة والحساب (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) أي اليوم الذي يستعيض فيه المؤمن ما ترك من حظه في الدنيا وينال حظّه من الآخرة فيكون قد ترك ما هو شرّ وأخذ ما هو خير فكان غابنا ، وبعكسه الكافر الذي ترك حظّه من الآخرة وأخذ حظّه من الدنيا ، فأخذ بذلك الشرّ وترك الخير وكان مغبونا. فيوم التغابن هو يوم يغبن أهل الجنّة أهل النار. وقد روي أن النبيّ صلّى الله