الموت ف (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) أي قضينا به وجعلناه على كيفية مرتّبة فهذا يموت طفلا وذاك يكون سقطا ، والآخر يموت شابا والرابع يبلغ من العمر عتيّا ويردّ إلى أرذل العمر بتقدير منّا (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) أي لم يسبقنا أحد إلى هذا التقدير ولا نحن بمغلوبين على أمر قدّرناه. ولا (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) فنخلق مثلكم بدلا عنكم ، فإذا أردنا ذلك لم يمنعنا مانع ولا سبقنا إليه سابق. (وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ) أي نخلقكم على صور لا تعلمونها كأن نجعلكم قردة وخنازير. فنحن قادرون على تغيير خلقكم ، ولا نعجز عنكم بعد موتكم. وقيل معناه ن نخلق المؤمن على أحسن هيئة وأجمل صورة ، ونخلق الكافر على أقبح هيئة وأسوأ صورة. والإنشاء هو ابتداء الخلق وبدء تطوره من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلخ ... (فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) أي فليتكم تعتبرون وتتذكّرون لتعرفوا قدرتنا على الخلق والإنشاء والإماتة والإعادة.
* * *
(أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧))
٦٣ إلى ٦٧ ـ (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ ...) أي هل نظرتم في ما تعملونه من فلاحة الأرض وإلقاء البذر فيها؟ وهل أنتم أنبتّم البذر وجعلتموه زرعا أم نحن فعلنا ذلك (أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) المنبتون تلك الحبوب الجاعلون منها زرعا يعطي غلالا كثيرة؟ وفي المجمع أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : لا يقولنّ أحد زرعت ، وليقل : فلحت. فهذا الذي تحرثونه ويصير زرعا (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) أي لو أردنا لصيّرناه هشيما لا تنتفعون به ولا يخرج منه حبّ ولا غلال (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) أي فبقيتم