سورة الناس
مكيّة ، وآياتها ٦ نزلت بعد الفلق.
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))
١ ـ آخر السورة ـ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ...) أي استعذ يا محمد بخالق الناس ومنشئهم ومدبّرهم ، أي ب (مَلِكِ النَّاسِ) يعني سيّدهم والقادر عليهم ، ولم يجز هنا إلّا (مَلِكِ) وجاز في فاتحة الكتاب (مالِكِ). و (مَلِكِ) من أجل أن صفة (مَلِكِ) تدل على تدبير شؤون من يشعر بالتدبير ، وليس (مالِكِ) كذلك. وقد جرت صفة (مالِكِ) في سورة الفاتحة على معنى الملك في يوم الجزاء ، لأنه الواحد المتصرّف ، وجرت (مَلِكِ) في هذه السورة على معنى تدبير من يعقل التدبير ، فهو تعالى ملك الناس كلّهم وإليه مرجعهم ومفزعهم في سائر حوائجهم ، وقد وصف نفسه ب (إِلهِ النَّاسِ) الذي تحق العبادة له دون