والرافضون لكلام رسلنا ، إنكم (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) مرّ تفسيرها في سورة الصافات (فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ) ثم إنكم من بعد أكل الزقّوم تشربون من حميم جهنّم ومائها الذي بلغت حرارتها المنتهى (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) يعني شرب الإبل التي أصابها الهيام ، يعني العطش الذي لا يزال المصاب به يشرب ولا يرتوي حتى يموت (هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ) أي أن هذا هو مأوى الكافرين ، وهذا طعامهم وذاك شرابهم.
* * *
(نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (٦٢))
٥٧ ـ (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ ...) حين أنكر الكافرون البعث والنشور قال سبحانه محتجّا عليهم : نحن خلقناكم من العدم وأخرجناكم من طيّ الكتم وذلك شيء تعرفونه فكيف تنكرون الإعادة وهي أسهل علينا؟ أفلا تعتبرون بخلقكم من لا شيء وتصدقون بالبعث كما سلّمتم بخلقكم الأول؟
٥٨ إلى ٦٢ ـ (أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ ...) أي هل نظرتم إلى ما تقذفونه من المنيّ وتصبّونه في أرحام نسائكم حاملا النّطفة التي تصير ولدا؟ (أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) يعني هل أنتم خلقتم ما تمنونه أم نحن خلقناه؟ وطالما أنه ثبت عجزكم فإن ذلك يظهر أن القادر على خلق المنيّ والنّطف وجعلها مخلوقات سويّة ، قادر أيضا على إعادة الأجسام حية بعد