لسان جبرائيل (ع).
* * *
(ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (١٦) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (١٧) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (١٨))
١١ و ١٢ ـ (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ...) الكلام المبارك يدور حول ما رآه النبيّ (ص) ليلة الإسراء حيث (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) يومئذ ، أي لم يكذب فؤاد محمد بما رآه بأمّ عينه ، فإن عقله ووعيه ما أوهماه بشيء ولكنه رأى ذلك حقيقة ، وهذا يعني أنه (ص) علم عظمة ربّه بقلبه وأدرك قدرته وملكوته من خلال ما رآه من مظاهر العظمة من ملكوت السماوات (أَفَتُمارُونَهُ) يعني أتجادلونه بباطلكم (عَلى ما يَرى) بعينه ويعيه بعقله ويطمئنّ إليه قلبه؟ وذلك أنهم جادلوه بقضية إسرائه ومعراجه وقالوا له صف لنا بيت المقدس كما ذكرناه في مكان آخر.
١٣ إلى ١٥ ـ (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ...) أي رأى جبرائيل عليهالسلام في صورته التي خلقه الله عليها مرة ثانية (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) وهي الشجرة التي عن يمين العرش فوق السماء السابعة ينتهي إليها علم كل ملك ، وقيل هي ما ينتهي إليه عروج كل شيء ، ومن عندها ينزل كلّ أمر. وقيل هي شجرة طوبى نفسها. (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) أي عندها جنّة الخلد والمقام الدائم.
١٦ إلى ١٨ ـ (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ...) قيل إن السدرة المذكورة