وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤))
١٩ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ ...) أي ألم ينظروا إلى الطيور محلّقة في الجو تصفّ أجنحتها في الهواء فوقهم؟ وقد نبّه سبحانه إلى ذلك ليبيّن أن من أقدر الطير على ذلك يقدر على الخسف وإرسال الحجارة في السماء لإنزال العذاب بالمعاندين. أفلا يرون إلى من يحمل الطير في الهواء بقدرته (وَ) هنّ (يَقْبِضْنَ) أجنحتهن بعد بسطها ، فتارة يفعلن هذا وتارة هذا وكأنهن يسبحن في بحر من الهواء كالسابح في الماء؟ و (ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ) فهو جلّت قدرته يمسك الطير بما وطّأ له من الهواء ، ومن سخّر الهواء على هذا الشكل يكون على كل شيء قدير و (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) أي أنه عليم بجميع الأشياء ولا يفوت علمه شيء في الأرض ولا في السماء.
٢٠ ـ (أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ ...) بعد أن بيّن سبحانه قدرته على جميع الأشياء أورد هذا الاستفهام الإنكاري ، ومعناه : ليس لكم جند ينصركم مني مع قدرتي الظاهرة على كل شيء ، ولا قوّة لكم