الْأَرْضُ) أي تضطرب بشدّة وتهتزّ (وَكانَتِ الْجِبالُ) أيضا تضطرب فيها (وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) أي وتصير رملا سائلا يتناثر هنا وهناك وإذا وطأته قدم زال من تحتها وينهار أعلاه على أسفله بعد أن تنقلع الجبال من أصولها.
* * *
(إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (١٩))
١٥ ـ ١٩ ـ (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ ...) يعني إنّنا بعثنا إليكم محمدا (ص) رسولا من عندنا يهديكم لما فيه صلاحكم في الدنيا والآخرة ، ويشهد عليكم في الآخرة بما كان منكم في الدنيا (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) هو موسى بن عمران سلام الله عليه بعثناه الى فرعون مصر (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) لم يطعه ولم يقبل منه النصح (فَأَخَذْناهُ) بالعذاب والغرق (أَخْذاً وَبِيلاً) شديدا مدمّرا له ولقومه مع كثرة قومه. وهذا تحذير لكفّار مكة بأن يتّقوا كيلا يصيبهم ما أصاب فرعون وأتباعه ، ولذلك سألهم سبحانه : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً؟) أي تتجنّبون إذا كفرتم برسولنا محمد (ص) يوما تشيب فيه الأطفال من شدّة الأهوال؟ وبأي شيء تتحصّنون من عذاب الآخرة وتدفعون عنكم وهو يشيب النواصي لما فيه من مخاوف؟ والشّيب : جمع أشيب. والسؤال منه سبحانه سؤال إنكار لحالهم واستهجان لما هم فيه ، وتخويف من يوم مرعب (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) أي متشقّق وقد انفصلت أجزاؤه من الهول؟ وقد ذكّر (منفطر) لأن السماء يذكّر ويؤنّث ، وقيل