صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) مرّ تفسير قريب منها منذ آيات ، ومعناها هنا المحافظة على أوقات الصلوات وأركانها ، وعن أبي الحسن عليهالسلام ـ كما في رواية محمد بن الفضيل ـ قال : أولئك أصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا ، ثم بيّن سبحانه أن جميع من وصفهم بالصفات السابقة (أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) أي يكونون في الجنان محترمين معظّمين ينالون كل إكرام بما ينالونه من جزيل الثواب.
* * *
(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤))
٣٦ إلى ٣٨ ـ (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ...) المهطع هو الذي يقبل ببصره على الشيء لا يزيله عنه ، كنظر العدوّ إلى عدوّ يتربص به شرّا. فالله سبحانه وتعالى يخاطب نبيّه الكريم قائلا : ما بال هؤلاء الكافرين بوحدانية الله وبرسالتك ممّن يلتفّون حولك ويسرعون إليك ويحيطونك بأبصارهم ناظرين إليك بالعداوة وهم (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ