التي أظهرها لهم رسولنا كذبا وسحرا. وقد استعمل لفظة (كُلِّها) ليبيّن سبحانه أن عدد الآيات والمعجزات كان كبيرا ، وليوضح شدة تكذيبهم وكفرهم (فَأَخَذْناهُمْ) بالعذاب بالغرق (أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) أي كما يأخذ القادر الذي لا يمتنع شيء من قدرته العظيمة.
* * *
(أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨))
٤٣ و ٤٤ ـ (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ ...) أي هل كفّاركم يا مشركي مكة وعتاة قريش أفضل ممّن ذكرنا من قوم نوح وعاد وثمود ولوط وفرعون؟ وهل هم أقوى منهم وأشد وأغنى وأكثر عددا (أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ؟) وهل عندكم صكّ بالبراءة من العذاب. فما الذي يجعلكم في مأمن من عذاب الله الذي أعدّه للكافرين؟ وهل عندكم شيء من هذا ذكرته الكتب السماوية السابقة وعفتكم من العذاب الذي كان يصيب الأمم السابقة؟ (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) يعني أم يقول هؤلاء الكفرة الفجرة نحن منتصرون على أعدائنا لكثرة جمعنا وعددنا ، وقيل لأننا يد واحدة على من خالفنا. وقد ورد لفظ (مُنْتَصِرٌ) بالمفرد مع أنه وصف به الجمع لأنه واحد في اللفظ ولكنه اسم للجماعة مثل رهط. ثم قال سبحانه مقرّرا : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) أي جمع هؤلاء الكفار المعتزين باتّحادهم ضدّ الحق سيغلبون (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) أي يديرون ظهورهم لكم ويولون