ونضعهاجانب بعضها ونفسّرها على ضوء بعضها البعض يرتفع هذا الغموض ويحلّ الابهام على أحسن وجه.
وكذلك الآيات المتعلقة بالجهاد ، أو فلسفة أحكام وتعاليم الإسلام ، أو الآيات المتعلقة بالبرزخ ، أو مسألة علم الله ، وكذلك موضوع علم الغيب ، وهل أنّ العلم بالغيب ممكنٌ لغير الله أم لا؟ فلو وُضعت آيات كل موضوع في جانبٍ فمن الممكن أداء حق هذا الموضوع وحل الإشكالات الموجودة عن طريق التفسير الموضوعي.
وعلى هذا الأساس فإنّ الآيات المتعلقة ب «المحكم» و «المتشابه» والتي تدعو تفسير «المتشابهات» بالاستعانة «بالمحكمات» يعدُ نوعاً من التفسير الموضوعي.
ومن هنا يبدو أنّه من خلال تفسير الآيات المتعلقة بموضوع ما بالاستعانة بالآيات الاخرى تنبثق عنها معارف وعلوم جديدة ، هذه العلوم تكمن فيها معارف القرآن والحلول لكثير من المعضلات العقائدية وأحكام الإسلام.
من هذا الباب يُمكن تشبيه آيات القرآن بالكلمات المتفرقة ، حيث إنَّ لكلٍّ منها مفهوماً ذاتيّاً ، ولكن حينما تُرتَّبُ وتجمع في جمل مفيدة فهي تُعطي مفاهيم جديدة.
أو تشبيهها بالعناصر الحياتية مثل «الاوكسجين» والهيدروجين» التي حينما تتفاعل مع بعضها ينتج عنها الماء الذي هو عنصر حياتي آخر.
خلاصة القول إنّه لا يمكن حلّ الكثير من اسرار القرآن إلّاعن هذا الطريق ، ولا يُمكن النفوذ إلى مكنوناتها إلّامن خلال هذا السبيل ، ونعتقد بأنّ هذا القدر كافٍ لتوضيح أهميّة التفسير الموضوعي.
وباختصار يمكن تلخيص فوائد التفسير الموضوعي في النقاط التالية :
١ ـ إزالة الإشكالات التي تبرز في بعض الآيات للوهلة الولى ، وحلّ أسرار وأَلغاز المتشابه في القرآن.
٢ ـ الاطّلاع على خفايا ودقائق وعلل وأسباب ونتائج المواضيع والقضايا المختلفة الواردة في القرآن الكريم.