وبما أنّ (المِقَصّ) يقص الشعر على التوالي قيل له (مِقَصّ) ، والقُصّة ، على وزن «غُصّة» وتعني مجموعة الشعر الإمامي (١).
٢ ـ أمّا كلمة (عِبْرة) فاشتقت من مادة (عبور) و (عَبْر) وتعني الانتقال من حالة إلى حالة اخرى ، و «العبور» في الأصل ـ يعني عبور الماء سباحة أو بالزورق أو على الجسر وأمثال ذلك ، وقد استعملت هذه المفردة بمعنى أوسع وهو الانتقال من حالة إلى حالة اخرى ، ويقال لقسم من الحديث (عبارة) لأنّها تمثل العبور من لسان المتكلم إلى اذن السامع.
أمّا (العبرة) فهي الحالة التي يتوصل بها من معرفة المُشاهدِ إلى ما ليس بِمُشاهَدٍ (٢).
وقد ذكر البعض أن «العبرة» تعني الدلالة التي توصل الإنسان إلى مراده (٣).
كما جاءت هذه المفردة بمعنى التعجب (٤) (وقد يكون هذا الاطلاق الأخير لأنّ كثيراً من الامور التي يكتشفها الإنسان عن طريق الحوادث المهمّة والجلية تثير العجب).
٣ ـ كلمة «السير» تَعني الحركة على الأرض ، وإذا قيل «سيروا في الأرض» فإنّ القيد الأخير تأكيد للسير ، وقد قال الراغب في مفرداته : ذُكِرَ معنيان للسير في الأرض : أحدهما الحركة الجسمانية على الأرض (ومشاهدة الكائنات وآثارها المختلفة) ، والثاني هو الحركة الفكرية ودراسة الكائنات ، وقد صرح البعض : إنّ السير يعني العبور المستمر في جهة واحدة (٥).
أمّا كلمة «السيرة» فتعني الطريقة والأسلوب ، واستعمالها إشارة إلى تاريخ حياة الأشخاص ، وقد أخُذت من هذا المعنى.
٤ ـ أمّا «الرؤية» فقد جاءت بمعنيين ، أحدهما المشاهدة بالعين ، والآخر العلم والمعرفة
__________________
(١). لسان العرب ، ومفردات الراغب ، ومجمع البحرين.
(٢). مفردات الراغب.
(٣). تفسير مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٢٧١.
(٤). لسان العرب.
(٥). تفسير مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٢٦٨.