المعروف) وانشد البيت :
جرت الرياحُ على مكان ديارهم |
|
فكأنّهم كانوا على ميعاد |
فقال الإمام عليهالسلام : «لِمَ لم تقرأ ، هذه الآيات : (كَمْ تَرَكَوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنِعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذلِكَ وَاورَثْنَاهَا قَوماً آخَرِينَ فَمَا بَكَتْ عَلَيهِمُ السَّمَاءُ وَالْارْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) (١).
وقد جاء في حديث الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ داود عليهالسلام خرج من المدينة وهو يقرأ (الزبور) ، وما من جبل أو حجر أو طير أو حيوان وحشي إلّاويقرأ معه ، وهو مستمر في طريقه حتى وصل إلى جبل ، يعيش على قمته نبي عابد اسمه (حزقيل) ، أدرك مجيء داود عندما سمع ترتيل الجبال والطيور والوحوش ، وعندما سأل داود النبيَّ : هل تأذن لي بالصعود إليك؟ فأجابَهُ النبي العابد : لا ، فبكى داود ، فأوحى الله إلى (حزقيل) بأن لا يوبّخ داود ، وأن يطلب من الله تعالى حسن العاقبة ، فقام حزقبل وأخذ بيد داود وجاء به إلى محله.
فسأله داود : هل عزمت على الذنب يوماً؟
فاجاب : لا.
ثم سأل : هل حصل عندك الغرور والعجب لكثرة عبادتك؟
أجابه : لا ، ثم سأله : هل رغبت في الدنيا وهل أحببت شهواتها ولذاتها؟
أجاب : نعم ، نعم قد يخطر هذا في قلبي.
فسأله : ماذا تفعل آنذاك؟ أجاب : أدخل في هذا الوادي واعتبر بالذي فيه.
فدخل داود الوادي ، فرأى أريكة من حديد وعليها جمجمة متآكلة وعظاماً رميمة ولوحة مكتوبة ، فعرف داود : أن ذلك يتعلق بملك مقتدرٍ حكم سنينَ طويلة وبنى مدناً كثيرة. وقد بلغ به الأمر إلى ما تراه ...» (٢).
* *
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٧.
(٢). المصدر السابق ، ج ١٤ ، ص ٢٢ (ملخص الحديث).