ونفس هذا المعنى مع اختلاف يسير ذكر في الآية ٤٥ من سورة فاطر : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ).
هاتان الآيتان تشيران إلى رحمة الله ولطفه المطلق على عباده من غير أن تُستعمل مادة (رحم) في الآيتين.
٢ ـ العقبة الاخرى التي تعترض التفسير الموضوعي مشكلة جمع الآيات وأخذ النتيجة منها ، فهذه العملية تحتاج إلى دقة وظرافة وذوق ووعي كامل واحاطة تامّة بالآيات القرآنية والتفاسير ، وعندما تكون الآيات المرتبطة بموضوع ما كثيرة ويكون لكل منها بعدٌ خاصٌ بها فإنّ الجمع سيكون أكثر تعقيداً.
مضافاً إلى ذلك فإنَّ التفسير الموضوعي لا يزال يخطو خطواته الاولى ولم يُبذل في هذا النطاق جهد وسعيٌ حثيث ، وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيداً بالنسبة للمبتدئين ويختلف كثيراً عن التفسير المعتاد المتّبع منذ نزول القرآن.
٣ ـ العقبة الكبيرة الثالثة : إنّ موضوعات القرآن الكريم ، هذا الكتاب الإلهي العظيم لا حدّ لها ولا حصر ، ففيه المسائل العقائدية والعلمية ، وفيه المسائل الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وآداب العشرة وأحكام الحرب والسلم وتاريخ الأنبياء وامور الكون و.. الخ.
وفي كل واحدة من هذه الامور موضوعات كثيرة بحثها القرآن ، ومناقشة كل هذه المسائل تحتاج إلى وقت طويل وصدر واسع.
وأحياناً تبحث الآية الواحدة في التفسير الموضوعي أبحاثاً عديدة من جهات مختلفة ، وفي كل بُعد من أبعادها يجب بحث فصل خاص به ، في حين تفسر الآية في التفسير الترتيبي تفسيراً واحداً فقط.
* * *