إنّ ذكر هذه الأرقام سهل على اللسان لكن ما أصعب تصورها؟! وينبغي أن لا ننسى أنّ معلوماتنا عن هذه المجرات والنجوم الهائلة تدور حول محور الأرض فكيف بنا إذا تجاوزنا هذا المحور؟!
٤ ـ ومن جهة ثانية فإنّ عالمنا هذا له بداية ونهاية فلا يعلم أحد عن المليارد سنة الماضية ولا عن المستقبل شيئاً ، فهو كالسلسلة بدايتها الأزل وتمتد إلى عمق الأبد ، وما نعرفه هو حلقة واحدة من هذه السلسلة وهي الحلقة التي نعيش فيها ، وما ماضيها أو مستقبلها إلّاكشبح مرسوم في أذهاننا.
صحيح أن الإنسان ـ وبدافع من فطرته ـ في سعي مستمر لتحصيل علم أكمل وأشمل عن نفسه وعن العالم ، وأنه قد جمع خلال آلاف السنين الماضية معلومات كثيرة ادخرها في خزائن مكتبات العالم الكبيرة والصغيرة.
وصحيح أنّ بعض المكتبات كبيرة إلى مستوى بحيث يصل مجموع طول رفوف الكتب فيها إلى مائة كيلومتر (كما هو الحال بالنسبة لمكتبة المتحف الانجليزي)! وقد يصل عدد الكتب في بعضها إلى ستةُ ملايين كتاباً (كما هو الحال بالنسبة لمكتبة باريس) ، بل قد يصل عدد الكتب في بعضها إلى خمسة وعشرين مليوناً (كما هو الحال بالنسبة للمكتبة الأمريكية المعروفة) ، وقد تصل فهارس الكتب فيها إلى حجم مكتبة كبيرة ، وقد يصل الأمر بالبعض أن يستعمل وسائل النقل للتنقل فيها من مكان إلى آخر! لكن بالرغم من كل هذه المعلومات عن العالم وأسراره ، فإنّ مجموعها لا يشكل إلّاكقطرةٍ من محيط كبير للغاية.
* *
ولا بأس أن نشير هنا إلى شهادات بعض العلماء في هذا المجال كي يعرف القارىء أنّ ما ذهبنا إليه معترف به عند الجميع.
١ ـ يقول «كريس موريس» الطبيب والعالم النفساني في كتابه «سر خلق الإنسان» :
«عندما نفكر بالفضاء اللامتناهي ، أو الزمان السرمدي ، أو الطاقة العجيبة المودعة في