.................................................................................................
______________________________________________________
الإجماع المحصل. ثم شرع في بيان تحصيل هذا الإجماع قولا وعملا ، حيث قال : «وتحصيل الإجماع بهذا النحو من وجوه».
قوله : «فإن تحصيله» تعليل لقوله : «موهون».
ومجمل تلك الوجوه أمور تالية :
١ ـ «ملاحظة فتاوى العلماء من المحدثين والمجتهدين ...» الخ.
٢ ـ «الإجماعات المنقولة على البراءة ...» الخ.
٣ ـ «الإجماع العملي الكاشف عن رضا المعصوم «عليهالسلام» بجواز ارتكاب المشتبه من حيث هو».
٤ ـ «سيرة أهل الشرائع كافة على البراءة في مشتبه الحكم ...» الخ.
٥ ـ «سيرة كافة العقلاء على قبح مؤاخذة الجاهل ...» الخ.
هذا تمام الكلام في نقل مورد الحاجة من كلام الشيخ «قدسسره».
ثم إن مقصود المصنف من الإجماع هو القسم الثاني ؛ إذ القسم الأول لم يتحقق بعد وجود الدليل على لزوم الاحتياط والتوقف عند الشبهات حسب دعوى الأخباريين لذلك.
وأما القسم الثاني ـ وهو الإجماع المنجز ـ فهو وإن كان محصلا في نظر الشيخ «قدسسره» ؛ إلا إنه عند المصنف منقول ؛ إذ العمدة من وجوه تحصيله هو الوجه الثاني من الوجوه الخمسة أعني : الإجماعات المنقولة المحققة ، وهي مهما بلغت كثرة لا يحصل منها إجماع محصل كي يستند به في المقام في عرض الاستدلال بالكتاب والسنة.
وأما ما أورده المصنف على هذا الوجه من الإجماع فهو وجهان :
الأول ما أشار إليه بقوله : «إنه موهون» ؛ إذ مع مخالفة الأخباريين لا يتحقق الإجماع من الكل ؛ إذ هم من العلماء الأجلاء.
الثاني : ما أشار إليه بقوله : «ولو قيل باعتبار الإجماع المنقول في الجملة».
وحاصل هذا الوجه : أنه لو سلم تحقق الإجماع المنقول في المقام فهو غير معتبر ؛ لأنه على القول باعتباره إنما يعتبر في الجملة يعني : فيما إذا لم يحتمل كونه مدركيا ، وفي المقام حيث يحتمل كونه كذلك ؛ لاحتمال استناد المجمعين إلى ما ذكر فيه من الأدلة العقلية والنقلية ، فلا يكون هذا الإجماع حجة ؛ لعدم كونه حينئذ كاشفا عن قول المعصوم «عليهالسلام».