ذو ثواب ، وكون (١) العمل متفرعا على البلوغ ، وكونه الداعي إلى العمل غير موجب لأن يكون الثواب إنما يكون مترتبا عليه فيما إذا أتى برجاء أنه مأمور به ، وبعنوان الاحتياط ، بداهة : أن الداعي إلى العمل لا يوجب له وجها وعنوانا يؤتى به بذاك الوجه والعنوان.
______________________________________________________
(١) هذا إشارة إلى ما استفاده الشيخ «قدسسره» من أخبار «من بلغ» ، فإنه «قدسسره» بعد أن استظهر استحباب العمل ـ الذي دل خبر ضعيف على استحبابه ـ من هذه الأخبار أورد على نفسه بوجوه ثلاثة أجاب عن اثنين منها ، وقوى أولها ـ وهو ثبوت الأجر لا يثبت الاستحباب ـ ثم قال : «وأما الإيراد الأول : فالإنصاف أنه لا يخلو عن وجه ؛ لأن الظاهر من هذه الأخبار كون العمل متفرعا على البلوغ ، وكونه الداعي على العمل ، ويؤيده تقييد العمل في غير واحد من تلك الأخبار بطلب قول النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» والتماس الثواب الموعود ، ومن المعلوم : أن العقل مستقل باستحقاق هذا العامل المدح والثواب». «دروس في الرسائل ، ج ٣ ، ص ٥٨».
وحاصل الكلام : أنه قد اختلف المصنف والشيخ «قدسسرهما» في مفاد أخبار «من بلغ».
قال المصنف : إن مفادها هو استحباب نفس العمل بعنوانه الأولي ، وقال الشيخ «قدسسره» : إن مفادها هو استحباب الاحتياط أي : استحباب العمل بعنوانه الثانوي ، وهو رجاء بلوغ الثواب والانقياد.
وقد استدل المصنف «قدسسره» بإطلاق صحيحة هشام بن سالم ، وهو قوله : «عليهالسلام» : «فعمله ، كان أجر ذلك له وإن كان رسول الله «صلىاللهعليهوآلهوسلم» لم يقله» ، فإطلاق قوله : «فعمله ، كان أجر ذلك له» يقتضي استحباب نفس العمل ، وترتب الثواب على ذات العمل بعنوانه الأولي ؛ إذ لو كان الثواب مترتبا على العمل بعنوان الاحتياط والرجاء لكان اللازم تقييده بعنوان الاحتياط وبلوغ الثواب أي : فيقول : «فعمله احتياطا وبرجاء بلوغ الثواب والانقياد كان أجر ذلك له». فظاهر الإطلاق هو : استحباب نفس العمل بعنوانه الأولي.
وأما دليل الشيخ على أن المستفاد من أخبار «من بلغ» هو استحباب الاحتياط فهو وجهان :
أحدهما : أن الظاهر من هذه الأخبار : هو كون العمل متفرعا على البلوغ ، وكونه الداعي على العمل ، بمعنى : أن المستحب هو العمل المأتي به بداعي البلوغ ، فالثواب