على إجماله (١) بلا تمييز ما له دخل في الواجب من أجزائه ، لا سيما (٢) إذا دار الزائد بين كونه جزءا لماهيته وجزءا لفرده ، حيث (٣) ينطبق الواجب على المأتي به حينئذ (٤) بتمامه وكماله ؛ لأن الطبيعي (٥) يصدق على الفرد بمشخصاته (٦).
نعم (٧) ؛ لو دار بين كونه (٨) جزءا أو مقارنا لما كان (٩) منطبقا عليه بتمامه لو لم
______________________________________________________
(١) أي : بلا تعيين أنه الأقل أو الأكثر ، و «من أجزائه» بيان ل «ما له دخل».
(٢) وجه الخصوصية : أنه جزء قطعا ، غاية الأمر : أنه يشك في كونه جزءا للماهية إن كان واجبا ، أو جزءا للفرد إن كان مستحبا ، وذلك كالسورة مثلا بالنسبة إلى الصلاة ، إذا فرض دورانها بين جزئيتها للماهية إن كانت واجبة ، وللفرد إن كانت مستحبة ، فعلى تقدير جزئيتها للماهية : فالواجب هو الأكثر ، وعلى تقدير جزئيتها للفرد وكونها من مشخصاته : فالواجب هو الأقل ، فالسورة كالاستعاذة حينئذ.
وعليه : فالمراد بجزء الماهية ما تنتفي بانتفائه الماهية كالأجزاء الواجبة ، وبجزء الفرد ما ينتفي بانتفائه الفرد كالأجزاء المستحبة وإن لم تنتف الماهية ، فالصلاة تصدق مثلا على الواجدة للاستعاذة والفاقدة لها ؛ لعدم كونها من مقومات الطبيعة ، بخلاف الأجزاء الواجبة ، فإن الفاقد لها لا يكون مصداقا للماهية.
(٣) تعليل لقوله : «لا سيما» ، وقد عرفت وجه الخصوصية ، وأنه لا يكون الزائد لغوا على كل حال ، بل هو إما جزء الفرد وإما جزء الماهية.
(٤) أي : حين دوران الزائد بين الجزئية للماهية وللفرد.
(٥) تعليل لقوله : «حيث ينطبق».
(٦) فإن طبيعي الإنسان يصدق على زيد مع أن له مشخصات فردية ؛ لكن الصدق باعتبار أنه فرد للحيوان الناطق ، وكذا الصلاة جماعة في المسجد من مشخصات الفرد ، ويصدق الطبيعي عليه.
(٧) استدراك على قوله : «لأن الطبيعي يصدق». وحاصل الاستدراك : أنه إذا دار أمر المشكوك فيه بين كونه جزءا مطلقا ـ للماهية أو الفرد ـ وبين كونه خارجا وأجنبيا عن العبادة لم ينطبق الطبيعي عليه بتمامه ؛ إذ المشكوك فيه على تقدير عدم جزئيته خارج عن صميم الفعل العبادي وإن لم يكن منافيا له ، وإنما هو لغو ، ولكن ينطبق الواجب على المأتي به في الجملة ، أي : على أجزائه المعلومة ، وهو كاف في صحة العبادة.
(٨) هذا الضمير والمستتر في «دار» راجعان على المشكوك فيه ، ومع احتمال مقارنته لا جزئيته لا وجه لقصد الوجوب به بالخصوص.
(٩) جواب «لو دار». واسم «كان» ضمير راجع على الطبيعي.