لقد تحرّكت النبوة في هذا الاتجاه عبر خطّ تصاعدي تمحور في أربع حلقات :
|
ـ نبوة عقائدية مفاهمية. ـ نبوات تشريعية. ـ نبوات قبلية. ـ نبوات عالمية. |
رأينا سابقاً أنّ البشرية مرّت بمرحلة الفطرة مجتمع التوحيد ، في هذه المرحلة لم يكن هناك تفاوت ولم تكن هناك انقسامات وكان المجتمع خالياً من التفرقة.
ويفسّر عدم انقسام المجتمع الأوّل واختلافه حول العقائد والتشريعات بعدم وجود المستوى الذهني الكافي لفلسفتها ومناقشتها فهم جميعاً يتسالمون على صحّتها (١) ، وأمّا عدم الاختلاف في المصالح بدرجة تؤدّي إلى النزاع والحروب فلعدم وجود المستوى الكافي للتركيز على هذه الجهات (٢).
في هذه المرحلة كان دور الأنبياء بسيطاً ، فلم يعملوا على طرح قوانين تنظّم الحياة؛ لأنّ المستوى الذهني لم يكن قادراً على استيعاب معنى التشريع وإطاعة الأوامر والارتداع عن النواهي ، فهذا بدوره يحتاج إلى درجة من النضج الفكري والذهني لا يزال الإنسان الأوّل بعيداً عنها.
ومن هنا حاول الأنبياء في هذه المرحلة الأولى أن يهيّئوا المجتمع الإنساني لتقبّل التشريع واستيعاب فكرة القانون والأمر والنهي من خلال أمرين (٣) :
أوّلاً : تقديم مضمون عقائدي بسيط عن وجود خالق الكون وأفعاله المهمّة وإمكان مخاطبته للبشر عبر الأنبياء والمرسلين.
ثانياً : بثّ الروح الأخلاقية بدرجة تتناسب مع الواقع حيث سعى الأنبياء لرفع
__________________
* هذه أطروحه السيد محمد صادق الصدر، انظر اليوم الموعود.
١ ـ اليوم الموعود ، ص ٤٤٩.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٤٥٠.
٣ ـ المصدر نفسه ، ص ٤٤٩.