الزّوال قبل الصلاة تماماً (١) رجع إلى القصر في صلاته ، لكن صوم ذلك اليوم صحيح ، لما عرفت من أنّ العدول قاطع من حينه لا كاشف ، فهو كمن صام ثمّ سافر بعد الزوال.
______________________________________________________
(١) أمّا إذا كان العدول بعد الغروب فلا إشكال في صحّة الصوم في ذلك اليوم ، لتعلّق الأمر به واقعاً بعد تحقّق موضوعه وهو كونه ناوياً للإقامة كما أشرنا إليه آنفاً ، وقد عرفت أنّ العدول قاطع من حينه ، لا كاشف عن الخلل من الأوّل ، نعم لا يجوز له صوم الغد ، لزوال الموضوع وارتفاعه بقاءً كما مرّ.
وأمّا إذا عدل في أثناء النهار والمفروض عدم الإتيان بفريضة تامة ، فقد يكون ذلك قبل الزوال وأُخرى بعده.
أمّا إذا كان قبل الزوال فلا ينبغي الإشكال في بطلان الصوم كما لو دخل البلد قبل الفجر ونوى الإقامة وصام ثمّ عدل قبل الزوال ، فإنّه مسافر غير مقيم ومثله لا يشرع الصوم في حقّه ، كما هو الحال في من سافر قبل الزوال. فجواز الصوم فضلاً عن وجوبه مشكل حينئذ ، بل ممنوع.
وأمّا إذا كان بعد الزوال فمن حيث الصلاة يرجع إلى القصر كما هو ظاهر بعد فرض كون العدول قبل الإتيان بصلاة تامة ، لكنّ صوم ذلك اليوم محكوم بالصحّة كما ذكره في المتن ، لما عرفت من أنّ العدول قاطع من حينه لا كاشف فكان مأموراً بالصوم واقعاً حال النيّة ، لتحقق موضوعه ، فهو بمنزلة من صام ثمّ سافر بعد الزوال ، هذا.
وظاهر عبارة المتن حيث قال : فهو كمن صام ... إلخ يشبه القياس ، حيث أجرى حكم من سافر بعد الزوال على من عدل عن نيّة الإقامة بعده ، ومن أجله أُورد عليه بعدم الدليل على انسحاب ذلك الحكم إلى المقام بعد تعدّد الموضوع.