.................................................................................................
______________________________________________________
المدينة ، أي أوّل نقطة من حدودها ، لا منزله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو غير ذلك.
ولا يخفى أنّ هذه الرواية رواها الصدوق في الفقيه في ذيل رواية يرويها عن زرارة ومحمد بن مسلم (١) ، وطريقه إلى ابن مسلم وإن كان ضعيفاً لكن طريقه إلى زرارة صحيح (٢) ، ولا يقدح ضمّ غيره معه. فالرواية موصوفة بالصحّة.
ولكن صاحب الوسائل كأنه تخيّل أنّ هذه العبارة من كلام الصدوق فنسبها إليه ، حيث قال : قال : وقد سافر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى آخر ما مرّ.
وليس كذلك قطعاً ، فانّ في ذيل هذه العبارة قرينة واضحة تشهد بأنّها من كلام الإمام (عليه السلام) حيث قال بعد ذلك : «وقد سمّى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قوماً صاموا حين أفطر العصاة ، قال : فهم العصاة إلى يوم القيامة ، وإنّا لنعرف أبنائهم وأبناء أبنائهم إلى يومنا هذا» (٣).
فانّ هذه الدعوى أعني معرفة العصاة وأبنائهم وأبناء أبنائهم لا تكاد تصدر من غير الإمام (عليه السلام) كما هو ظاهر. وكيف ما كان ، فهي رواية صحيحة عن الإمام (عليه السلام) كما ذكرناه ، دلّت على أنّ المبدأ نفس البلد هذا.
ويستفاد من موثّقة عمار أنّ المدار على أحد الأمرين من القرية أو المنزل قال (عليه السلام) : «لا يكون مسافراً حتّى يسير من منزله أو قريته ثمانية فراسخ ...» إلخ (٤).
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٧٨ / ١٢٦٦.
(٢) الفقيه ٤ (المشيخة) : ٦ ، ٩.
(٣) الفقيه ١ : ٢٧٨ / ١٢٦٦.
(٤) الوسائل ٨ : ٤٦٩ / أبواب صلاة المسافر ب ٤ ح ٣.