هذا علي كالهلال يحفه |
|
وسط السماء من الكواكب أسعد |
هير الخلائق وابن عم محمد |
|
وكفى بذاك لمن شناه تهدد |
ما زال مذ عرف الحروب مظفرا |
|
والنصر فوق لوائه ما يفقد |
قالت : كان ذلك وأنا لنطمع بك خلفا.
فقال رجل من جلسائه : كيف؟ وهي القائلة :
أما هلكت أبا الحسين فلم تزل |
|
بالحق تعرف هاديا مهديا |
فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت |
|
فوق الغصون حمامة قمريا |
قد كنت بعد محمد خلفا لنا |
|
أوصى إليك بنا فكنت وفيا (١) |
قالت يا أمير المؤمنين لسان نطق وقول صدق ولئن تحقق فيك ما ظنناه لحظك الأوفر والله ما أورثك الشنآن في قلوب المسلمين إلا هؤلاء فأدحض مقالتهم وأبعد منزلتهم فإنك إن فعلت ذلك تزدد من الله قربا ومن المؤمنين حبا.
قال وإنك لتقولين ذلك.
قالت يا سبحان الله والله ما مثلك من مدح بباطل ولا اعتذر إليه بكذب وإنك لتعلم ذلك من رأينا وضمير قلوبنا كان والله علي أحب إلينا منك وأنت أحب إلينا من غيرك.
قال ممن :
قالت من مروان ابن الحكم وسعيد بن العاص.
قال وبم استحققت ذلك عندك.
قالت بسعة حلمك وكريم عفوك.
قال وإنهما يطمعان في ذلك.
قالت هما والله لك من الرأي علي مثل ما كنت عليه لعثمان بن عفان رحمه الله تعالى.
__________________
(١) ابن طيفور ، بلاغات النساء ص ٧٩. ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج ١ ص ٢٢١. ومحمد تقي التستري ، قاموس الرجال ج ١٢ ص ٢١٠. وابن بكار الضبي ، اخبار الوافدات من النساء ص ٢٣. وابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ٧٤ ص ١٨٢.