قالوا : أنا حكمنا فلما حكمنا أثمنا وكنا بذلك كافرين ، وقد تبنا فإن تبت كما تبنا فنحن منك ومعك ، وإن أبيت فاعتزلنا فإنا منابذوك على سواء إن الله لا يحب الخائنين.
فقال علي : أصابكم حاصب ، ولا بقي منكم وابر ، أبعد إيماني برسول الله صلىاللهعليهوآله وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله أشهد على نفسي بالكفر لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.
ثم انصرف عنهم. (١)
وروى الحسكاني بسنده عن الأعمش عن زيد بن وهب ن حذيفة ان أناسا تذاكروا فقالوا : ما نزلت آية في القرآن فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلا في أصحاب محمد فقال حذيفة : ما نزلت في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا كان لعلي لبُّها ولُبابها. (٢)
وروى أيضا بسنده عن زيد بن وهب عن حذيفة في قوله (وصالح المؤمنين) قال هو علي بن أبي طالب. (٣)
قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا معلى بن عبد الرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن زيد بن وهب قال : سرنا معه يعني عليا حين رجع من صفين حتى إذا كان عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال علي ما هذه القبور فقالوا يا أمير المؤمنين إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة ، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أفنيتهم ، وعلى أبواب دورهم فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس.
فقال علي : رحم الله خباباب لقد أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، وابتلي في جسمه أحوالا ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا.
ثم دنا من القبور فقال : السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا سلف فارط ، ونحن لكم تبع عما قليل لاحق ، اللهم اغفر لنا ولهم ، وتجاوز بعفوك
__________________
(١) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٨٩.
(٢) الحسكاني ، شواهد التنزيل ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ١٩٩٠ م ، ج ١ ص ٧٥.
(٣) الحسكاني ، شواهد التنزيل ، ج ٢ ص ٤٠٧.