النبي صلىاللهعليهوسلم كلهم من الأنصار إذا سئل أحدهم عن شيء أحب ان يكفيه صاحبه. وقال عبد الملك بن عمير لقد رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يستمعون لحديثه وينصتون له فيهم البراء بن عازب ، وقال يزيد بن أبي زياد قال عبد الله بن الحارث يعني بن نوفل اجمع بيني وبين عبد الرحمن بن أبي ليلى فجمعت بينهما فقال عبد الله بن الحارث ما ظننت ان النساء ولدت مثل هذا. (١)
قال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس عن أبي حصين قال لما قدم الحجاج أراد أن يستعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء فقال له حوشب إن كنت تريد أن تبعث علي بن أبي طالب على القضاء فافعل. قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا همام بن عبد الله التميمي قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى مضروبا عليه سراويل أفواف ضربه الحجاج قال وحوشب كان على شرط الحجاج وهو أبو العوام بن حوشب. (افواف جمع فوف وهو القطن أي سراويل قطن أو سراويل ابيض) قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد أوقفه الحجاج وقال له العن الكذابين علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد قال فقال عبد الرحمن : لعن الله الكذابين ، ثم ابتدأ فقال عليُّ بن أبي طالب وعبدُ الله بن الزبير والمختارُ بن أبي عبيد ، قال الأعمش : فعلمت أنه حين ابتدأ فرفعهم لم يعنِهم. قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان إذا سمعهم يذكرون عليا وما يحدثون عنه ، قال قد جالسنا عليا وصحبناه فلم نره يقول شيئا مما يقول هؤلا ء ، أولا يكفي عليا أنه بن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وختنه على ابنته وأبو حسن وحسين شهد بدرا والحديبية. قال وأجمعوا جميعا أن عبد الرحمن بن أبي ليلى خرج مع من خرج على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد بنب الأشعث وأنه قتل بدجيل. (٢)
وقال الذهبي عبد الرحمن بن أبي ليلى الإمام أبو عيسى الأنصاري الكوفي الفقيه
__________________
(١) المزي ، تهذيب الكمال ج ٦ ص ٢٥٣.
(٢) محمد بن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج ٦ ص ٤١٩.