وروى الطبراني : عن فطر بن خليفة عن أبي الطفيل ، قال سمعت أم سلمة تقول : أشهد أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من أحب عليه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله. (١)
وروى ابو يعلى عن أبي الجارود عن الحارث الهمداني قال : رأيت عليا جاء حتى صعد ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قضاء قضاه الله على لسان نبيكم صلىاللهعليهوآله النبي الأمي ، أنه لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق ، وقد خاب من افترى.
قال : قال النضر : وقال علي عليهالسلام : أنا أخو رسول الله صلىاللهعليهوآله وابن عمه ، لا يقولها أحد بعدي. (٢)
وقد روى البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. (٣)
وروى احمد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله عز وجل : من أذل لي وليا فقد استحل محاربتي. (٤)
أقول : وإذا ضممنا إلى هذه النصوص ، الأحاديث التي ترفع من شأن الصحابة ككل ، المنتشرة في كتب الحديث ، لم يكن من السهل على الكثير من المعاصرين ان يقبل ما يعتقده الشيعة في بني أمية من أمور ، منها انهم كانوا قد سفُّوا سنة لعن علي عليهالسلام وسبِّه ، وغفل هؤلاء ، عن حقيقة ان الاخبار والروايات في هذه القضية بالذات من الكثرة بحيث لم يستطع ان يغفلها أصحاب الصحاح انفسهم.
قال الدكتور عبد الحليم عويس : (لا يعقل ما يشاع عن بني أمية ، من انهم كانوا يسبون عليا على المنابر) (٥) ، وقد وافقه آخرون أمثال محب الدين الخطيب (٦) ومحمود
__________________
الموصلي ، مسند أبي يعلى ج ١ ص ٢٥١.
(١) الطبراني ، المعجم الكبير ج ٢٣ ص ٣٨٠.
(٢) أبو يعلى الموصلي ، مسند أبي يعلى ج ١ ص ٣٤٧.
(٣) جلال الدين السيوطي ، الجامع الصحيح المختصر ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ١٩٨١ م ، ج ٥ ص ٢٣٨٤.
(٤) احمد بن حنبل ، مسند احمد ، ج ٦ ص ٢٥٦.
(٥) حسن بن فرحان المالكي ، نحو انقاذ التاريخ الإسلامي (٢٠ عن صحيفة مرآة الجامعة العدد ١١٠).
(٦) في تعليقاته على كتاب العواصم من القواصم.