الأول : إحياء الخروج الإلزامي للغزو ، وهو أول إجراء اتخذه عند قدومه الكوفة ، قال البلاذري : لما استعمل معاوية زيادا حين هلك المغيرة (١) على الكوفة جاء حتى دخل المسجد ثم خطب ، فقال : ... وأي رجل مكتبه بعيد فأجله سنتان ثم هو أمير نفسه ، وأي رجل مكتبه قريب فاجله سنة ثم هو أمير نفسه. (٢)
الثاني : تغيير نظام الأسباع الذي كان على عهد الامام علي عليهالسلام (٣) إلى نظام الأرباع ، وفي هذا النظام جعل تعبئة قبيلة همدان مع قبيلة تميم ربعا ، وعليهم خالد بن عرفطة (٤) ، وربيعة وكندة ربعا وعليهم قيس بن خالد ، ومذحج واسد ربعا وعليهم
__________________
(١) هلك سنة ٥٠ هجرية وقيل سنة ٥١ هجرية.
(٢) البلاذري ، انساب الاشراف ، ج ١ / ١٩٨. كان نظام التجنيد على عهد الرسول صلىاللهعليهوآله اختياريا وكذلك في عهد أبي بكر وشطرا من عهد عمر ، ثم صيره عمر الزاميا ونقل الطبري (٣ / ٤٧٨) عن عمر قوله : (ولا تدعوا في ربيعة أحدا ولا مضر ولا حلفائهم أحدا من أهل النجدات ولا فارسا إلا اجتلبتموه ، فإن جاء طائعا وإلا حشرتموه). وذكر المقريزي : ان الأمير قبل ذلك كان يقري البعوث على قدر المسافة ان كان بعيدا فسنة وان كان دون ذلك فستة اشهر ، فإذا اخل الرجل بثغره نزعت عمامته وأقيم في مسجد حيه ، فقيل هذا فلان قد أخل. (نجدت خماش ، الإدارة في العصر الأموي ، ط ١ ، دار الفكر دمشق ، ١٩٨٠ م ، ص ٢٦٨ عن المقريزي).
(٣) كان ترتيب الاسباع على عهد علي عليهالسلام كما يلي : ١. همدان وحمير ٢. مذحج واشعر ومعهم طيء (ولكن رايتهم خاصة بهم) ٣. قيس وعبس وذبيان ومعهم عبد القيس ٤. كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة. ٥. الازد وبجيلة وخثعم والانصار ٦. بكر وتغلب وبقية بطون ربيعة (عدا عبد القيس) ٧. قريش وكنانة واسد وتميم وضبة والرباب (البلاذري ، فتوح البلدان. الطبري ، تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣١٧. وأيضا الدينوري ، الاخبار الطوال. ونصر بن مزاحم ، وقعة صفين).
(٤) قال ابن حجر في الاصابة في ترجمته : خالد بن عرفطة (بضم المهملة والفاء بينهما راء ساكنة) بن أبرهة (بفتح الهمزة والراء بينهما موحدة ساكنة) بن سنان الليثي ويقال العذري وهو الصحيح ، وهو حليف بني زهرة ، وولاه سعد القتال يوم القادسية ، أخرج حديثه الترمذي بإسناد صحيح ، روى عنه أبو عثمان النهدي وعبد الله بن يسار ومسلم مولاه وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم ، وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق ، وكتب إليه عمر يأمره أن يؤمره واستخلفه سعد على الكوفة ، ولما بايع الناس لمعاوية ودخل الكوفة خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة فوجه إليه خالد بن عرفطة هذا فحاربه حتى قتله ، وعاش خالد إلى سنة ستين ، وقيل مات سنة إحدة وستين ، قال في تهذيب الكمال في ترجمته : وقال أبو القاسم الطبراني : كان خليفة سعد بن أبي وقاص على الكوفة ثم استعمله زياد على الكوفة. قال ابن حجر : وذكر بن المعلم المعروف بالشيخ المفيد الرافضي في مناقب علي من طريق ثابت الثمالي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة قال : جاء رجل إلى علي فقال إني مررت بوادي القرى فرأيت خالد بن عرفطة بها مات فاستغفر له فقال : إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة ويكون صاحب لوائه حبيب بن حمار ، فقام رجل فقال