دون النهر. (١)
الرابع : اعتماد الحمراء مادة أساسية في قوى الأمن الداخلي ، والحمراء كانوا يعملون مع الجيش الفارسي وأصلهم من الديلم (٢) ، كان منهم مع رستم يوم القادسية أربعة آلاف ، ويسمون جند شاهنشاه ، فاستأمنوا على ان ينزلوا حيث احبوا ، ويحالفوا من احبوا ، فاعطاهم سعد ذلك ، وحالفوا زهرة بن حوية السعدي من بني تميم ونزلوا الكوفة. (٣)
قال المرحوم آية الله الشيخ راضي آل ياسين في كتابه صلح الحسن عليهالسلام : والحمراء شرطة زياد الذين فعلوا الافاعيل بالشيعة سنة ٥١ وحواليها. (٤)
ونقل الجاحظ عن زياد قوله : ينبغي ان يكون صاحب الشرطة زميتا قطوبا ابيض اللحية اقنى احنى ويتكلم بالفارسية. (٥)
وذكر الطبري ان الشرطة في عهد زياد في البصرة قد بلغ عددهم أربعة آلاف. (٦)
أقول : من المؤكد ان عددهم في الكوفة اكثر من ذلك.
وفي قصة عبد الله بن خليفة الطائي من أصحاب حجر لما طلبه زياد قال الطبري : (فبعث إليه الشُّرط وهم أهل الحمراء يومئذ فأخذوه) (٧) ، وفي قصة حجر بن عدي الكندي قال ابن سعد : (فأرسل ابن زياد إلى حجر الشُّرط والبخارية وأتي به إلى زياد وباصحابه). (٨)
قال عمر بن شبة : وكان زياد أول من شد أمر السلطان وأكد الملك لمعاوية وألزم الناس الطاعة وتقدم في العقوبة وجرد السيف وأخذ بالظنة وعاقب على الشبهة وخافه الناس في سلطانه خوفا شديدا. (٩)
__________________
(١) البلاذري ، فتوح البلدان ، ص ٥٠٧.
(٢) البلاذري ، فتوح البلدان ، ص ٣٤٤.
(٣) البلاذري ، فتوح البلدان ، ص ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٤) راضي آل ياسين ، صلح الامام الحسن عليهالسلام ص ٧٢.
(٥) الراوي ، ثابت إسماعيل ، العراق في العصر الأموي ، مطبعة النعمان ، ط ٢ ، بغداد ١٩٧٠ م ، ص ٦٢ عن الجاحظ في البيان والتبيين ج ١ ص ٩٥.
(٦) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٥ ص ٢٢٢.
(٧) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٥ ص ٢٨١.
(٨) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج ٦ ص ٢١٧ ، الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج ٣ ص ٤٦٤.
(٩) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٥ ص ٢٢٢.