حقق لدى أهل الشام فكرة مفادها انه امتداد للخلفاء القرشيين الثلاثة وانه الخط الشرعي للنبي وهذا المكسب بنفسه يستلزم ان يحافظ عليه معاوية بان يكرر ما عرض على علي عليهالسلام سابقا ان تكون له الشام وان يكون لعلي سائر البلاد ورفض علي آنذاك ،
فان استجاب الحسن لطلب معاوية فهو المطلوب وبذلك يتفرغ لمواجهة مشكلة الإرهاب الداخلي ومشكلة الخطر الرومي من الشمال الشرقي لحدوده ،
وان رفض الحسن فان ذلك سوف يزيد أهل الشام قناعة بصدق اعلامهم بان عليا وولده طلاب فتنة وما عليهم الا الدفاع عن انفسهم ومحاربتهم.
القضية الثانية : ان الحسن له صفتان الأول صفة الإمامة الدينية بالنص والوصية من النبي صلىاللهعليهوآله وهذه الصفة تستلزم العصمة وليست موضوعا للتنازل مطلقا وهي فاعلة سواء كان الحسن حاكما أو لم يكن ، الثانية صفة الحكومة وهذه لها أهلية ولها فعلية اما الأهلية فمن الله ورسوله بالتسمية ، اما الفعلية قبيعة أهل الحل والعقد وقد بايع الحسن أهل العراق على ذلك وهذه الصفة قابلة لان يتنازل عنها الامام عليهالسلام.
القضية الثالثة : لابد ان نسأل عن السبب الذي دفع الحسن لان يتنازل عن ملك العراق؟ هل هل هو ضعف الجيش الكوفي أو انحصار علاج الانشقاق المستعصي وما ينطوي عليه من مخاطر على الإسلام والمسلمين وفتح قلوب اهل الشام لمشروع علي عليهالسلام بذلك؟
والجواب هو الثاني ؛ كما مر بيانه مفصلا في الفصول السابقة. وصار الحسن عليهالسلام فيه نظير المرأتين اللتين تنازعتا ولدا وأصرت كل واحدة انه ولدها فاعلن علي عليهالسلام وقد اسند الحكم إليه انه سوف يقسمه إلى قسمين لكل واحدة منهن قسم فصاحت الأم الحقيقية انها تهب حصتها للأخرى ليعيش ولدها ولا يقتل ، هكذا عالج الحسن الانشقاق بان وهب حصته التي اقرّ معاوية بانها له وصارت البلاد واحدة بشروط ضمن فيها الحسن عليهالسلام أمان شيعته ومصلحته مع مصالح الآخرين المشروعة.
التعليقة رقم ٦ :
أقول : شرط الحسن عليهالسلام على معاوية ان لا يسميه أمير المؤمنين مبني على ان اسم أمير المؤمنين يشير إلى الإمامة الدينية وليس إلى الملك ، والذي صالح عليه الحسن عليهالسلام