السلفيون الذهبي وابن كثير وغهما ، والمحدثون ، ابن حجر والعيني وغيرهما في شرحهما للبخاري وقد استنبطوا منها رافة معاوية بالمسلمين وقدرته في تدبير الملك!
ام طلب معاوية من الحسن عليهالسلام ان توقف الحرب وان يكون الحسن عليهالسلام حاكما في العراق والبلاد التي بايعته وان يكون معاوية حاكما في الشام والبلاد التي بايعه؟ وهو الصحيح فقد طلب معاوية ذلك من علي بعد التحكيم ، ورفضه علي ، لان معاوية باغ وحكم البغاة هو قتالهم ولا يجوز الصلح معهم الا لمفاوضات املاً بان يرجع البغاة عن بغيهم. ثم كرر الطلب معاوية بعد علي عليهالسلام وقد انقسمت الامة باختيارها فبايعت في الشام معاوية وبايعت في العراق الحسن عليهالسلام ، وفي ظل هذه الوضع الجديد لا يمكن لمعاوية ان يعرض على الحسن عليهالسلام غير ما عرضه على ابيه علي عليهالسلام في حياته بان يبقى كل على بلده الذي بايعه واعتقد بامامته ، لانه يعلم حق العلم ان عليا عليهالسلام / ومن بعده الحسن عليهالسلام / له مشروعه في احياء سنة النبي صلىاللهعليهوآله التي عطلها الخلفاء ، وقد تبناه اهل العراق كما تبنى اهل الشام معاوية في السير على نهج عثمان والشيخين.
وقد رفض الحسن طلب معاوية ذلك لانه يؤدي الى تكريس الانشقاق في الامة وتكريس جهل اهل الشام بمشروع علي عليهالسلام ، وعرض عليه الحسن عليهالسلام مشروعه الذي لم يخطر في باله ، ولا بال احد من رجالاته ، عرض عليه توحيد الامة وتوحيد حكومتها بنظام يحدده الحسن عليهالسلام وهو الكتاب والسنة دون سيرة الشيخين وبشروط اضافية من قبيل امان شيعة علي عليهالسلام في العراق ، وان يكون الامر للحسن عليهالسلام بعد معاوية وان لا يذكر عليا عليهالسلام الا بخير وغير ذلك وان يكون الحاكم هو معاوية وبعد موته يكون الحسن عليهالسلام وهكذا كان الامر لعشر سنوات حيث عاشت الامة افضل ايامها من الامان والحرية في العبادة.
لقد غيب الاعلام الاموي الانجاز العظيم للحسن عليهالسلام الذي بشر به النبي صلىاللهعليهوآله ، ان ابني هذا سيد سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. وجعلوه صلحا ، كان الداعي اليه معاوية الذي بذل الاموال لسد دين الحسن عليهالسلام ومعالجة حالات كانت بحاجة الى المال! ومن هنا كان الحسن عليهالسلام مرضيا لدى المحدثين والسلفيين قاطبة لانه اثر حقن الدماء على الحرب مستجيبا لمعاوية الرؤوف بالمسلمين!