ويبدأ تاريخ الكوفة الحضاري والديني من زمن ادم وأوصياءه عليهالسلام ، ففيها مسجد الكوفة وهو مسجد ادم ومسجد السهلة وهو بيت إدريس ، وعلى الذكوة الجنوبية الشرقية من الذكوات البيض التي عليها مسجد الطريحي اليوم رست عليها سفينة نوح وبقيت السفينة بعد الطوفان قلعة الحياة تحيطها المياه ، ولما انسحبت المياه باتجاه الشرق بنى نوح مسجد الكوفة وسكن وأولاده عنده ثم تفرقت ذرية نوح فيما بعد إلى الشمال والجنو وبنوا مدن بابل وسومر وغيرهما من مدن الوسط والجنوب.
ان اسم النجف والحيرة قديم فقد وجد في وثيقة ملحمة جلجامش باللغة ألأكديه منذ اكثر من أربعة آلاف سنة. كما ان اسم كربلا قديم أيضا حيث وجد في ملحمة زيوسدرا السومرية بأقدم من ذلك.
قال الحميري في الروض المعطار : الكوفة : هي أول مدينة اختطها المسلمون بالعراق في سنة أربع عشرة ، وهي على معظم الفرات ومنه شرب أهلها ، سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت ولها ضياع ومزارع ونخل كثير ، وأهلها مياسير ، ومياهها عذبة ، وماؤها صحيح ، وأهلها من صرح العرب لكنهم الآن متحضرون. وقال محمد بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه : كانت الكوفة منزل نوح عليهالسلام. (١)
ومن اهم محالّ الكوفة قديما الحيرة عاصمة ملوك لخم كان يقصدها شعراء العرب قبل البعثة. وتقع على بحر النجف الذي تكون من بقايا الفرات الأول ومن السيول التي تغزو المنطقة من الهضبة الغربية سنويا ولولا جرف النجف هذا لما امكن السكن في سهل الكوفة ، وكان هذا السهل أيام الفتح رملة حمراء خالية من السكان ، بعد الفتح الإسلامي وقع الاختيار عليها ومصرت زمن الخليفة عمر بن الخطاب وحددت معالم المسجد من قبل سلمان المحمدي أو حذيفة بن اليمان أخذ ذلك عن علي عليهالسلام وقد ورد في الكوفة رواية يرويها أمير المؤمنين علي عن النبي قال (كوفان يُرَدُ اولُها على آخرها) كما ورد فيها انها عاصمة المهدي عند ظهوره.
__________________
(١) الحميري ، محمد بن عبد المنعم ، الروض المعطار في خبر الاقطار ، تحقيق الدكتور إحسان عباس ، مكتبة لبنان ١٩٨٤ م ، ج ١ ص ٥٠١.