ضرب به الأرض فدق ضلعه ... وقام علي بأمر ابن مسعود حتى أتى به منزله فأقام ابن مسعود بالمدينة لا يأذن له عثمان في الخروج منها إلى ناحية من النواحي وأرااد حين برئ الغزو فمنعه من ذلك وقال له مروان : إن ابن مسعود أفسد عليك العراق افتريد أن يفسد عليك الشام؟ فلم يبرح من المدينة حتى توفي (١) بعد ثلاث سنوات من إقامته الجبرية وكان قد استُقدِم من الكوفة سنة ٢٩ هـ.
وروى البلاذري قال : أشخص عثمانُ ابنَ مسعود إلى ما قِبَله واسمعه ، ولم يأذن له في الخروج من المدينة فأقام بها ثلاث سنين حتى مات ، وكان موته قبل مقتل عثمان. ولما مرض مرضه الذي مات فيه مرَّضه أزواح النبي صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، وأتاه عثمان يعوده فقال له : كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ قال : بخير. قال : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي. قال : أفلا آمر لك بعطائك ، وكان قد قطعه عنه لموجدته عليه (وفي رواية هشام بن عروة عن أبيه قال : وكان قد حرمه عطاءه سنتين) (٢) وفي رواية حرمه عطاءه ثلاث سنين (٣) ، فقال : منعتنيه وانا محتاج إليه وتعطينيه وانا مستغن عنه (٤). وأوصى ان لا يصلي عليه عثمان (٥). قال أبو نعيم وغيره مات (عبد الله بن مسعود) بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وقيل مات سنة ثلاث والأول اثبت. (٦)
__________________
(١) قال ابن عبد البر في الاستيعاب ص ٩٩٤ توفي عبد الله بن مسعود سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع صلى عليه عثمان وقيل بل صلى عليه الزبير ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه ولم يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك وكان يوم توفى ابن بضع وستين سنة. وحدثنا قاسم بن محمد حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا محمد بن سنجر حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الزبير وبين ابن مسعود رضياللهعنهما.
(٢) البلاذري ، انساب الاشراف ج ١١ ص ٢٢٧ وتكملة الرواية ان الزبير أتى عثمان فقال له ان عيال عبد الله أحوج إلى عطائه من بيت المال فأعطاه عشرين ألف درهم أو خمسة وعشرين ألف درهم. ومن الجدير ذكره ان ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ١٣٨ بدل عبارة (حرمه عطاءه سنتين) إلى عبارة (تركه سنتين) فجعل ابن مسعود هو الممتنع عن أخذ عطائه!
(٣) الطبراني ، كتاب الأوائل ، مؤسسة الرسالة ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٧ م ، ج ١ ص ٢٧٢.
(٤) البلاذري ، أنساب الاشراف ، ج ١١ ص ٢٢٧.
(٥) البلاذري ، أنساب الاشراف ، ج ١ ص ٥٢٥ ، ج ١١ ص ٢٢٦.
(٦) ابن حجر ، الاصابة في تمييز الصحابة.