انهم شاهدوا في سيرة علي عليهالسلام انه من رسول الله كالضوء من الضوء أو كالصنو من الصنو ، وكالذراع من العضد. (١)
رأوا فيه ما اخبر عنه النبي صلىاللهعليهوآله (انه منه بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعده) حين قارنوا ذلك بما قصه القرآن من نصرة هارون لموسى وتصديقه ومعاونته ونصرته وكون الإمامة بعد موسى في ذريته وكذلك علي عليهالسلام.
لقد بايع عليا عليهالسلام بعد معركة النهروان أربعون ألف على الموت ليقاتلوا معاوية ولكنه الأجل الذي قدره الله تعالى له.
لقد صارت الكوفة على عهد علي عليهالسلام بلد الأنصار وأهل الحل والعقد في المشروع الإحيائي للسنة نظير المدينة كانت على عهد النبي بلد الأنصار وأهل الحل والعقد في مشروع الرسالة.
قاتلت المدينة قريشا المشركة التي استهدفت محاصرة الرسالة بل قتل النبي وأصحابه. وقاتلت الكوفةُ قريشا المسلمة في البصرة والشام التي استهدفت محاصرة علي بل قتله وقتل أصحابه.
وكما كان يوجد في المدينة على عهد النبي صلىاللهعليهوآله من يكره عليا عليهالسلام ويبغضه وكانوا يسرونه لما يعلمون من غضب النبي عليهم إذا اظهروه وقد عرفوا بالمنافقين وقد ورد في
__________________
(١) نهج البلاغة تحقيق صالح ص ٢٣ ، أقول : ومراده عليهالسلام بقوله (انا من رسول الله كالصنو من الصنو او كالضوء من الضوء) ان سيرته وعلمه هي سيرة النبي صلىاللهعليهوآله وعلمه ، وصنوا النخلة هما الفرعان الذين يخرجان من جذع واحد اما من الجذر او فيما بعد من الجذع الاول. ونموذج ذلك صلاته عليهالسلام فقد روى الترمذي ١ / ٢٧٢ ، ١ / ٢٨٤ ، ومسلم ١ / ٢٩٥ ، وابو داود ١ / ٢٢٢ ، والنسائي ٢ / ٢٠٤ ، واحمد ٤ / ٤٢٩ ، ٤٣٢ ، ٤٤٤ ، والبيهقي ٤ / ١٣٤ ، والطبراني في المعجم الكبير ١٨ / ١٢٥ ، ١١٧ ، والطيالسي / ١١١.
عن مطرف بن عبد الله قال صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال قد ذكرني هذا صلاة محمد صلىاللهعليهوسلم أو قال لقد صلى بنا صلاة محمد صلىاللهعليهوسلم.
وفي سنن البيهقي : ٢ / ٧٩ قال الشيخ ورواه محمد بن جابر عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال صليت خلف النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند افتتاح الصلاة.