وما جرى من حوادث حرق باب بيت فاطمة إلى واقع ان عليا لما سمع ان أبا بكر قد جلس للبيعة هرع إليه تاركا رداءه خلفه لا تفوته البيعة (١) ، وليس من شك ان ذلك مخالف لوايات غير سيف من المحدثين والمؤرخين (٢).
وكذلك حرف سيف قصة عثمان من قبل قريش المنشقة بقيادة طلحة والزبير إلى ان قتلة عثمان هم عبد الله بن سبأ المزعوم ورجال علي المؤمنين بمشروعه الإحيائي للسنة أمثال أبي ذر ومالك الاشتر ومحمد بن أبي بكر وكميل بن زياد تعتيما على مشروع علي عليهالسلام وعلى دورهم فيه.
وقد قام العلامة المحقق الاميني رحمهالله في موسوعته القيمة الغدير بجهد تحقيقي قيم حول روايات سيف للكشف عن زيفها.
وكذلك العلامة المحقق العسكري في كتابيه عبد الله بن سبأ بثلاث مجلدات وخمسون ومائة صحابي مختلق بثلاث مجلدات روايات سيف قام بجهد تحقيقي مقارن قيم جدا لم يسبق لاحد قبله ان قام به كشف عن التحريف الهائل للاخبار التاريخية.
وقد استظهر العلامة العسكري ان الدافع الذي دفع سيفا لذلك هو الزندقة والتعصب القبلي والدفاع عن الصحابة القرشيين الذين حكموا ، وانه ألف كتابيه في عصر انتشرت فيه العصبية القبلية والزندقة وهو الربع الأول من القرن الثاني الهجري أي انه ألّفه في عصر الأمويين.
وقد استظهرنا ان الدافع هو تطويق حركة الحسنيين ومدرسة الامام الصادق عليهالسلام لقرائن وشواهد عديدة في روايات سيف وتجئ الفترة التي قدرها المؤرخون لوفاة سيف بين سنة ١٧٠ هـ وسنة ١٩١ هـ عن تسعين سنة مؤيدة لهذا الاستظهار لان هذا التقدير لوفاته معناه انه عاصر فترة الانقلاب الفكري المضاد لأهل البيت عليهمالسلام ولأهل الكوفة الذي قام به الخليفة المنصور ضد الامام الصادق عليهالسلام والحسنيين وسار عليه الخلفاء من
__________________
(١) روى الطبري في تاريخه ج ٢ ص ٤٤٧ عن سيف بن عمر عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب ابن أبي ثابت قال كان علي في بيته إذ أتى فقيل له قد جلس أبو بكر للبيعة فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عجلا كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتخلله ولزم مجلسه.
(٢) انظر تفصيل ذلك في كتاب عبد الله بن سبا للعلامة العسكري رحمهالله.