توجد روايات اخرى تفيد ان نقض الشروط تأخر الى وفاة الحسن عليهالسلام.
فقد روى ابن عبد ربه وابن كثير قالا : قدم معاوية المدينة اول حجة حجها (سنة ٤٤ هجرية) بعد عام الصلح ، فتوجه الى دار عثمان ،
فلما دنا الى باب الدار. صاحت عائشة بنت عثمان وندبت اباها.
فقال لها : يا بنت اخي ان الناس قد اعطونا سلطاننا ، فاظهرنا لهم حلما تحته غضب ،
واظهروا لنا طاعة تحتها حقد ، فبعناهم هذا بهذا وباعونا هذا بهذا ، فان اعطيناهم غير ما اشتروا منا شحوا علينا بحقنا وغمطناهم بحقهم ،
ومع كل انسان منهم شيعته وهو يرى مكان شيعته ، فان نكثناهم نكثوا بنا ثم لا ندري اتكون لنا الدائرة ام علينا؟
وان تكوني ابنة عم امير المؤمنين خير من ان تكوني امرأة عُرُض الناس. (وفي رواية ابن كثير : وان تكوني ابنة عثمان امير المؤمنين احب الي ان تكوني امة من اماء المسلمين ونعم الخلف انا لك بعد ابيك. (١)
وفي ضوء هذه الرواية فان معاوية الى سنة ٤٤ هجرية لم يكن قد غدر بشروطه لمكان الحسن عليهالسلام وشيعته وللتكتيك الذي تقيَّد به.
ويشهد لذلك ايضا :
__________________
عن عثمان بن ابي شيبة وقد رواه في مسنده عن ابي معاوية الضرير وهو من جلساء هارون ووضع له احاديث في ذم الرافضة وكلاهما يرويانها عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد وهو مجهول ، والسند الثالث عن المقانعي عن جعفر بن محمد بن الحسين الزهري عن حسن بن الحسين العرني عن عمرو بن ثابت (ابن ابي المقدام) عن ابي اسحاق السبيعي وهي اساسا رواية عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد ولكن السبعي دلس فيها وتدليسه لا يضر بوثاقته وبخاصة وقد وقع منه في اخريات عمره مضافا الى ان تخلف معاوية عن الشروط وغدره بالحسن مسالة مفروغ منها والكلام هل كان هذا النقض في اول الصلح او بعد عشر سنوات. ويضيف ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج ٥٢ ص ٣٣ ـ ٦٠ طريقا اخر قال عن محمد بن خالد يعني القرشي الدمشقي حدثني محمد بن سعيد بن المغيرة الشيباني عن عبد الملك بن عمير ان معاوية خطب عند دخوله الكوفة ومحمد بن خالد قال عنه ابو حاتم الرازي كذاب والشيباني مجهول.
(١) الجاحظ ، البيان والتبيين ، ص ٥٢٩ عن عيسى بن زيد عن اشياخه ، ابن قتية عيون ، الاخبار ج ١ ص ٦٧ البلاذري ، انساب الاشراف ج ٥ ص ١٢٥ عن المدائني عن عيسى بن يزيد.