على جيش ابرهة وكان يقول :
نحن (آل الله) فيما قد مضى |
|
لم يزل ذاك على عهد أبْرَهمْ |
نعبدُ الله وفينا سُنَّةٌ |
|
صِلَةُ القربى وإيفاء الذِّمم |
لم تزل لله فينا حجةٌ |
|
دفعُ اللهُ بها النِّقَمْ (١) |
وهكذا ادركت بطون قريش كلها ان زعيمها عبد المطلب قد اصطفاه الله عليهم فهو الاولى بالبيت وبزمزم وبابراهيم وبدينه ومن ثم هو الاول بالله أي هو الاقرب الى الله تعالى وصارت تسميه ابراهيم الثاني ، وصار يلقب هو ووِلْدُه ب (ال الله) (٢) ، وتعلمت منهم شريعة ابراهيم.
حسد بنو عبد شمس وبنو نوفل اولاد عمهم بني هاشم ان ينفردوا بهذا المجد دونهمثم انتشر الحسد الى بطون قريش الاخرى وقد برز هذا الحسد اول ما برز بشكل منافرة بين امية وعبد المطلب ثم تطورت اشكاله فيما بعد.
واوصى عبد المطلب الى ابي طالب اعلم اولاده بدين ابراهيم.
ثم انقلبت قريش بعد وفاة عبد المطلب على بني هاشم فادعت ان لقب (ال الله) يعم بطون قريش وليس بني عبد المطلب حسب ، فقد دافع الله تعالى عن قريش لانهم سكان بيته (٣) ، وابتدعت قريش بدعة الحمس في دين ابراهيم وادخلت طقوس عبادة الاصنام مع طقوس عبادة الله لتكريس امامتها الدينية وصارت الامامة الابراهيمية وتعليم احكام الحج في كل بيوتات قريش. وهكذا حوصرت امامة وزعامة ابي طالب
__________________
(١) المسعودي ، مروج الذهب ج ٢ ص ١٠٥ ـ ١٠٦. وأبي حيان الأندلسي ، تفسير البحر المحيط ج ١ ص ٥٤٢.
(٢) جاء في الاستيعاب لابن عبد البر ج ٤ ص ١٤٩٠ في ترجمة نافع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير الخزاعي استعمله عمر بن الخطاب على مكة وفيهم سادة قريش ، فخرج نافع إلى عمر واستخلف مولاه عبد الرحمن بن أبزى ، فقال له عمر : استخلف على (آل الله) مولاك فعزله ، وولَّى خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان نافع ابن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم. والشاهد في الرواية هو ان عمر يسمي قريش (ال الله) ، والحال ان هذا اللقب لعبد المطلب وذريته التي على منهجه.
(٣) وقد وضع بنو امية فيما بعد رواية تفيد ان عبد المطلب هو الذي اشار على قريش ان يهربوا الى الجبال في قصة الفيل خوفا عليهم من معرة الجيش (انظر الطبري ، تاريخ الطبري ، ج ١ ص ٥٥٤).