لا تفون لي بعهد ، ولتنقضن الميثاق بيني وبينكم.
ثم إن الحسن عليهالسلام أخذ طريق النخيلة ، فعسكر عشرة أيام ، فلم يحضره إلا أربعة آلاف ، فانصرف إلى الكوفة فصعد المنبر وقال : يا عجبا من قوم لا حياء لهم ولا دين مرة بعد مرة ، ولو سلمت إلى معاوية الأمر فأيم الله لا ترون فرجا أبدا مع بني أمية ، والله ليسومنكم سوء العذاب ، حتى تتمنون أن يلي عليكم حبشيا. ولو وجدت أعوانا ما سلمت له الأمر ، لأنه محرم علي بني أمية ، فأفٍّ وترحاً يا عبيد الدنيا.
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية بأنا معك ، وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك.
ثم أغاروا على فسطاطه ، وضربوه بحربة ، فاخذ مجروحا.
ثم كتب (الحسن) جوابا لمعاوية : «إن هذا الأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي ، وإنها لمحرمة عليك وعلى أهل بيتك ، سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ،
لو وجدت صابرين عارفين بحقي غير منكرين ، ما سلمت لك ولا أعطيتك ما تريد».
وانصرف إلى الكوفة. (١)
أقول : وهذه الرواية وردت في كتاب اثبات الوصية المنسوب (٢) للمسعودي المتوفي سنة ٣٤٦ من دون ذكر راويها.
وقد أوردها الخصيبي في كتابه (الهداية الكبرى ص ١٨٩ ـ ١٩٤) مسندة عنه عن محمد بن علي ، عن علي بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن ابن فرقد ، عن علي بن الحسن العبدي عن أبي هارون المكفوف عن الحارث الأعور الهمداني قال :
(لما مضى أمير المؤمنين عليهالسلام جاء الناس للحسن بن علي عليهماالسلام فقالوا : يا ابن رسول
__________________
(١) الراوندي ، قطب الدين ، الخرائج والجرائج ، مؤسسة الامام المهدي عليهالسلام المطبعة العلمية قم ١٤٠٩ هـ ، ج ٢ ص ٥٧٤ ـ ٥٧٧.
(٢) أقول : الكتاب منسوب لأنه لم يذكر في ترجمة المسعودي المؤرخ المشهور ، ولا يعكس الكتاب منهج المسعودي ويمكن ان يكون لمؤلف آخر يحمل الاسم نفسه ، ونسق الكتاب يبدأ بمنهج جديد حين يبدأ بالإمام الرضا عليهالسلام حيث يذكر سند الخبر تاما.