وبلغ الحسن فعل المرادي لعنه الله فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس قد أخبرتكم مرة بعد مرة إنكم لا توفون بعهد الله وإنكم قد أغررتم هذا صاحبكم المرادي وقد غدر بي وصار إلى معاوية.
وكتب معاوية إلى الحسن عليهالسلام يا أبن العم : الله الله فيما بيني وبينكم ان تقطع الرحم وأن قد غدروا بيني وبينكم وبالله أستعين.
فقرأ عليهم الحسن كتاب معاوية فقالوا : يا ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله إن كان الرجلان غدرا بك وغراك من أنفسهما فإنا لك ناصحون متبعون غير غادرين ،
فقال الحسن عليهالسلام والله لأعذرن هذه المرة فيما بيني وبينكم ان يعسكر بالنخيلة فوافوني هناك إن شاء الله تعالى فوالله لا توفون ما بيني وبينكم.
ثم إن الحسن عليهالسلام أخذه طريقه إلى النخيلة عشرة أيام فوافاه عشر آلاف راجل فانصرف إلى الكوفة فدخلها وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
وا عجباه من قوم لا حياء لهم ولا دين يغدرون مرة بعد مرة ،
وأيم الله لو وجدت على ابن هند أعوانا ما وضعت يدي في يده ولا سلمت إليه بالخلافة وإنها محرمة عليهم ، فإذا أنتم لا يأمن غدركم وأفعالكم ، فإني واضع يدي في يده.
وأيم الله لا ترون فرجا ابدا مع بني أمية واني لأعلم عنده أحسن حالا منكم وتالله ليسؤمنكم بنو أمية سوء العذاب ويشنون عليكم جيشا عظيما من معاوية فأف لكم وترحا يا عبيد الدنيا وأبناء الطمع.
ثم كتب إلى معاوية إني تاركها من يومي هذا وغير طالب لها وتالله لو وجدت عليكم أعوانا ناصرين عارفين بحقي غير منكرين ما سلمت إليك هذا الأمر ولا أعطيتك هذا الأمر الذي أنت طالبه أبدا.
ولكن الله عز وجل قد علم وعلمت يا معاوية وسائر المسلمين إن هذا الأمر لي دونك ولقد سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله أن الخلافة لي ولأخي الحسين وأنها لمحرمة عليك وعلى قومك وسماعك وسماع المسلمين ، والصادق والأمين والمؤدي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وانصرف إلى الكوفة فأقام بها عاتبا على أهلها مواريا عليهم حتى دخل عليه