به ، أي دع هذا الكلام الذي لا أصل له فإنّ الاعتقاد بالآخرة وأنّها لاتباع بعرض من الدنيا ، من الخرافات. قال رحمهمالله : وما زال عمرو بن العاص ملحداً ما تردّد قط في الإلحاد والزندقة ، وكان معاوية مثله ويكفي في تلاعبهما بالإسلام حديث السرار المروي (١) وانّ معاوية عضَّ اُذن عمرو ، أين هذا من أخلاق علي عليهالسلام وشدّته في ذات الله ، وهما مع ذلك يعيبانه بالدعابة (٢).
خلاصة البحث :
ما كانت دراسة جميع هذه المواضيع أمراً صعباً على الحكمين ، بل في دراسة الموضوع الأوّل من المواضيع السبعة كفاية للإدلاء بالحق ، وذلك إنّه إذا كانت خلافة الإمام خلافة قانونية شرعية ، فالخارج عليها باغ على الإمام يجري عليه حكم البغاة أوّلا وتابع لغير سبيل المؤمنين ، وخارق للإجماع ثانياً ، وقد قال سبحانه في حقّ هؤلاء :
( ومنْ يُشاقِقِ الرَّسولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى ويتَّبِعَ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤمِنينَ نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) (٣)
( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغي حتى تفىء الى امر الله ) (٤)
ولا عجب بعد ذلك أنا نرى أنّ الإمام يصف حكم الحكمين بقوله : « فقد خالفا كتاب الله واتّبعا أهواءهما بغير هدى من الله فلم يعملا بالسنّة ولم ينفّذا للقرآن حكماً»(٥).
__________________
١ ـ المراد ما سبق في كلام ابن مزاحم.
٢ ـ ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ٢ / ٦٤ ـ ٦٥.
٣ ـ النساء : ١١٥
٤ ـ الحجرات : ٩.
٥ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ٥٧.