المرامية أمام الصفّ الأوّل ، وقال لأصحابه : كفّوا عنهم حتى يبدأوكم (١).
قال المبرّد : لمّا وافقهم عليّ عليهالسلام بالنهروان ، قال : لاتبدوهم بقتال حتى يبدأوكم. فحمل منهم رجل على صف عليّ عليهالسلام فقتل منهم ثلاثة ، فخرج إليه عليّ عليهالسلام فضربه فقتله ... ومال ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الأنصاري ، وكان على ميمنة عليّ ، فقال عليّ عليهالسلام لأصحابه : احملوا عليهم ، فوالله لايقتل منكم عشرة ، ولايسلم منهم عشرة. فحمل عليهم فطحنهم طحناً قتل من أصحابه عليهالسلام تسعة ، وأفلت من الخوارج ثمانية (٢).
قال ابن الأثير : لمّا قال عليّ لأصحابه « كفّوا عنهم حتى يبدأوكم » نادت الخوارج : الرواح إلى الجنة ، وحملوا على الناس ، وافترقت خيل (٣) علي فرقتين ، فرقة نحو الميمنة وفرقة نحو الميسرة واستقبلت الرماة وجوههم بالنبل ، وعطفت عليهم الخيل. من الميمنة والميسرة ، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف ، فمالبثوا أن أناموهم. (٤)
ثمّ إنّ علياً يحدّث أصحابه قبل ظهور الخوارج انّ قوماً يخرجون يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، علامتهم رجل مُخدج اليد ، سمعوا ذلك منه مراراً ، فلمّا فرغ من قتالهم ، أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج ، فوجدوه في حفرة على شاطئ النهر في خمسين قتيلا ، فلمّا استخرجوه نظروا إلى عضده
____________
١ ـ الطبري : التاريخ ٤ / ٦٤.
٢ ـ المبرّد : الكامل ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠. الطبري : التاريخ ٤ / ٦٣ ـ ٦٤ والمسعودي : مروج الذهب ٣ / ١٥٧ وقال : وكان من جملة من قتل من أصحاب عليّ ، سبعة ، ولم يفلت من الخوارج إلا عشرة وأتى على القوم وهم أربعة آلاف ، ولعل لفظة « إلاّ » زائدة.
٣ ـ هكذا في الأصل وقد سقط لفظ « علىّ ».
٤ ـ كلّ مشوه الخلق في أحد أعضائه فهو مخدج.