ومسمع منه ، وفي ذلك يقول ابن أبي الحديد : « كلّ فساد كان في خلافة عليّ عليهالسلام وكلّ اضطراب حدث فأصله الأشعث » (١).
وإليك الشواهد على صحّة تلك النظرية :
١ ـ كان الأشعث عاملا لعثمان على آذربايجان ، وقد كان عمروبن عثمان تزوّج ابنة الأشعث بن قيس ، ولمّا بويع عليّ عليهالسلام كتب إليه مع زياد ابن مرحب الهمداني رسالة ذكر فيها بيعة طلحة والزبير ونقضهما البيعة وقال : « وإنّ عملك ليس لك بطعمة ولكنّه أمانة ، وفي يديك مال من مال الله ، وأنت من خزّان الله عليه حتى تسلّمه إليّ ». فلمّا قرأ كتاب علي قال لبعض أصحابه : « إنّه قد أوحشني وهو آخذ بمال آذربايجان » وأراد اللحوق بمعاوية فمنعه بعض أصحابه حتى قدم على عليّ ، وهو معزول عن الولاية (٢).
قال المسعوديّ : وبعث إلى الأشعث بن قيس يعزله عن آذربايجان وأرمينية وكان عاملا لعثمان عليها ، وكان في نفس الأشعث على عليّ ما ذكرنا من العزل وما خاطبه به حين قدم عليه فيما اقتطع هنالك من الأموال (٣).
٢ ـ كانت رئاسة قبيلتي كندة وربيعة للأشعث فانتزعها عليّ عليهالسلام منه وولّى حسان بن مخدوع عليهما ، ثمّ بعد هن وهنات أشركه في الرئاسة (٤) وقد أثار ذلك حفيظة الأشعث على علىّ وإن لم يظهر ذلك.
٣ ـ كان الأشعث متّهماً بالتنسيق مع معاوية خلال فترة الحرب ، يقول ابن مزاحم : إنّ ابن ذي الكلاع أرسل إلى الأشعث رسولا فقال له : « إنّ ابن عمّك
__________________
١ ـ ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٧٩.
٢ ـ نصر بن مزاحم : وقعة صفّين ٢٩.
٣ ـ المسعودي : مروج الذهب ٣ / ١١٧.
٤ ـ نصر بن مزاحم : وقعة صفّين ١٥٣.