ثمّ الذين اختلفوا عليه بعد ما اجتمعوا حوله صاروا ثلاث فرق :
١ ـ فرقة صارت مع عطيّة بن الأسود الحنفي ففارقهم إلى سجستان ، وتبعهم خوارج سجستان ، ولهذا قيل لخوارج سجستان في ذلك الوقت : عطويّة.
٢ ـ فرقة صارت مع أبي فديك وهم الذين قتلو نجدة.
٣ ـ وفرقة عذروا نجدة في ما أحدثه من البدع وأقاموا على إمامته.
والذين خالفوه نقموا عليه الاُمور التالية :
الف ـ إنّه بعث جيشاً في غزو البّر وجيشاً في غزو البحر ، ففضّل الذين بعثهم في البّر على الذين بعثهم في البحر في الرزق والعطاء.
ب ـ بعث جيشاً فأغاروا على مدينة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصابوا منها جارية من بنات عثمان ، فكتب إليه عبدالملك في شأنها ، فاشتراها نجدة من الذي كانت في يديه ، وردّها إلى عبدالملك بن مروان ، فقالوا له : إنّك رددت جارية لنا على عدوّنا.
ج ـ عذر أهل الخطأ في الاجتهاد إذا كان سببه الجهل وذلك يعود إلى الحادثة التالية:
بعث ابنه المضرج مع جند من عسكره إلى القطيف ، فأغاروا عليها ، وسبوا منها النساء والذرّية وقوَّموا النساء على أنفسهم ، فنكحوهنّ قبل اخراج الخمس من الغنيمة ، وقالوا : إن دخلت النساء في قسمنا فهو مرادنا ، وإن زادت قيمتهنّ على نصيبنا من الغنيمة غرمنا الزيادة من أموالنا ، فلمّا رجعوا إلى « نجدة » وسألوه عمّا فعلوا من وطء النساء ، ومن أكل طعام الغنيمة قبل اخراج الخمس منها ، وقبل قسمة أربعة أخماسها بين الغانمين ، قال لهم : لم يكن لكم ذلك ، فقالوا : لم نعلم أنّ ذلك لا يحلّ لنا ، فعذَّرهم بالجهالة. ثم قال : إنّ الدين