أصحاب أو اصيحاب له يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة (١).
والرسول وإن لم يسمّ الرجل أو لم يجيء اسمه في الرواية ، ولكن علم المقصود منه بفضل الروايتين السابقتين.
٣ ـ روى أحمد بن حنبل في مسنده بالنصّ الذي رواه البخاري ومسلم بتفاوت طفيف في آخره ، حيث جاء فيه : رجل أسود في إحدى يديه أو قال إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فترة من الناس فنزلت فيهم : ( ومنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ... ) ثم نقل ما ذكره أبوسعيد من سماعه عن رسول الله ومشاهدته في عصر عليّ (٢).
كيف يفسّر حديث ذي الخويصرة بأصحاب الردّة ، فقد أشار النبيّ الأكرم إليه ، وقال : « سيخرج من ضئضىء هذا الرجل قوم يمرقون من الدين ... » ولم يكن هو من أصحاب الردّة ، بل كان من المحكّمة الاُولى. كيف يفسرّ هذا المفهوم بالثورات التي وقعت إلى انتهاء خلافة الإمام عليّ عليهالسلام مع أنّ النبي الأكرم قال : أنت يا علي قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ولم يقاتل الإمام بعد أصحاب الجمل ( الناكثين ) وأصحاب معاوية ( القاسطين ) إلاّ المحكّمة الاُولى.
أظنّ انّ هذه الاستدلالات الواهية أشبه بتمسّك الغريق بالطحلب ، فالأولى على علماء الاباضية المفكّرين ، والعائشين في عصر ظهرت البواطن ، وطلعت الحقائق ، وانقشع غمام الجهل عن سماء المعرفة ، أن يعرضوا عقائدهم على الكتاب والسنّة ، وعلى المقاييس الصحيحة من الاجماع و
__________________
١ ـ أبو عبدالله بن ماجة (٢٠٧ ـ ٢٧٥ هـ) : السنن ١ / ١٧١ الباب ١٢ ، باب في ذكر الخوارج.
٢ ـ أحمد بن حنبل : المسند ٣ / ٥٦. وسيوافيك مجموع ما رواه اهل السنّة عن النبي والصحابة والتابعين في آخر الكتاب فانتظر.