ولأجل ايقاف القارىء على نصّ الرواية نذكرها عن تلك المصادر ونشير إلى محلّها :
١ ـ روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : بينا النبي يقسّم ذات يوم قسماً ، فقال ذو الخويصرة ـ رجل من بني تميم ـ : يا رسول الله أعدل. قال : ويلك! من يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر : إئذن لي فلأضرب عنقه؟ قال : لا إنّ له أصحاباً يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم. يمرقون من الدين كمروق السهم من الرميّة ينظر إلى نصله (١) فلايوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى نضيّه (٢) فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى قذذه (٣) فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم ، يخرجون على حين فرقة من الناس آيتهم رجل إحدى يديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر (٤). قال أبو سعيد : أشهد لسمعته عن النبي وأشهد أنّي كنت مع عليّ حين قاتلهم فالتمس في القتلى فأتى به على النعت الذي نعت النبي (٥).
ورواه بنصّه بلا تفاوت مسلم في صحيحه (٦).
٢ ـ روى ابن ماجة عن جابر بن عبدالله ، قال : كان رسول الله بالجعرانه ، وهو يقسّم التبر والغنائم ، وهو في حجر بلال ، فقال رجل : أعدل يا محمّد ، فإنّك لم تعدل ، فقال : ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم اعدل؟ فقال عمر : دعني يا رسول الله حتى أضرب عنق هذا المنافق؟ فقال رسول الله : إنّ هذا في
__________________
١ ـ هي عصية تلوى فوق مدخل النصل.
٢ ـ هو القدح في عود السهم.
٣ ـ جمع القُذّة وهي ريش السهم.
٤ ـ تضطرب وتتحرك.
٥ ـ البخاري : الصحيح ٨ / ٧٠ رقم الحديث ١٨٦ من باب ما جاء في قول الرجل ويلك.
٦ ـ مسلم : الصحيح ٣ / ١١٢ طبعة محمّد على صبيح.