غِلْظَة ) ، والاباضية لايخرجون العصاة من الملّة ولايحكمون عليهم بالشرك ، ولكن يوجبون البراءة منهم وبغضهم واعلان ذلك لهم حتى يقلعوا عن معصيتهم ويتوبوا إلى ربّهم (١).
هذا عصارة ماذكروه في هذه المسألة ، أي الولاية والبراءة والوقوف.
يلاحظ عليه : لاأظنّ أنّ من أحاط بالكتاب والسنّة أو ألمَّ بهما أن ينكر وجوب التولّي والتبرّي فإن المصدرين الأساسيّين مملوءان بالأمر بتولّي الرسول ، والمؤمنين ، والتبرّي من المشركين وأهل الكتاب والعصاة ، وإليك رشحة من ذلك فيكفي فيه قوله سبحانه : ( لا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ ) (٢) وقوله عزّوجلّ : ( وَالمُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْض ) (٣) وقوله عزّوجلّ : ( فَإن لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإخْوانُكُمْ فِي الدَّينِ ومواليِكُمْ ) (٤) وقوله عزّوجلّ : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسُولَهُ ولَو كانُواْ آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُم أَوْ إخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمانَ وأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ ويُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنْهارُ خالِدِينَ فيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ورضُوا عَنْهُ أُوْلِئكَ حِزْبُ الله ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفلِحُونَ ). (٥)
وأمّا السنّة فيكفي في ذلك الأحاديث التالية :
قال علي بن أبي طالب عليهالسلام : من ترك انكار المنكر بقبله ولسانه
____________
١ ـ علي يحيى معمّر : الاباضية في موكب التاريخ ، الحقلة الاُولى ٨٣ ـ ٨٧.
٢ ـ آل عمران : ٢٨.
٣ ـ التوبة : ٧١.
٤ ـ الأحزاب : ٥.
٥ ـ المجادلة : ٢٢.