فهو ميّت بين الأحياء (١).
وقال عليهالسلام : أمَرَنا رسول الله أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهَّرة (٢).
وقال عليهالسلام : أدنى الانكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهّرة.
وعن الإمام جعفرالصادق عليهالسلام : حسب المؤمن غيرة إذا رأى منكراً أن يَعْلَم الله عزّوجلّ من قلبه انكاراً. (٣)
إنّ الحب والبغض من الظواهر والحالات النفسية ، ولهما آثار على الأعضاء والجوارح في حياة الإنسان ، فلقاء أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة من آثار تلك الظاهرة ، هذا كلّه ممّا لااشكال فيه.
إنّما الكلام في موضع آخر يجب إلفات النظر إليه وهو أنّ التبرّي من عصاة المسلمين ليس شيئاً مطلوباً بالذات ، وإنّما الغاية منه ارجاع العاصي إلى حظيرة الطاعة ، وإلحاقه بأصفياء الاُمّة ، وعلى ذلك فهو من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيدور وجوبه مدار وجود شرائطهما : منها كون التبرّي مؤثّراً في كبح جماح العاصي وتماديه في الغي ، ولأجل ذلك جوّز الإسلام غيبة المتجاهر بالفسق وربّما أوجب الوقيعة في أهل البدع ، واكثارالوقيعة فيهم ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أربعة ليس غيبتهم غيبة : الفاسق المعلن بفسقه ، والإمام الكذّاب إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر ، والمتفكّهون بالاُمّهات ، والخارج من الجماعة الطاعن على أمّتي ، الشاهر عليها بسيفه » (٤). وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لاغيبة لثلاث : سلطان جائر ، وفاسق معلن ،
__________________
١و٢و٣ ـ الحرّ العاملي : وسائل الشيعة ١١ / ٤٠٤.
٤ ـ حسين النوري : المستدرك ، الجزء ٩ ، الباب ١٣٤ من أبواب أحكام العشرة ، الحديث ٢.